بالتالي تكون أجزاء التخيل الثلاثة هي: أولاً، القدرة على تخيل وتجميع صورة؛ ثانياً، الإبقاء على الفكرة وصورتها داخل قدرة النفس التخيلية واستعادتها؛ ثالثاً، اللذة أو الحزن الناتجين عن الأفكار التي تبدو جيدة أو رديئة داخل قدرة النفس التخيلية.
حيث أن التخيل هو وظيفة طبيعية في الكيانات البشرية الساقطة والخيالات هي قشور تظلم رؤية النفس النقية منذ السقوط، يكون النوس في حالته الطبيعية عندما يتخلص من كل أشكال الخيال والتخيل. كما يعلِّم القديس هيزيخيوس القس قائلاً: “عندما لا توجد خيالات ولا تصورات في القلب، يكون النوس في حالته” ويكون مستعداً للتوجه ناحية أي رؤية روحية مبهجة ترضي الله.
كلما يكون الشخص أكثر مرضاً من الناحية الروحية، كلما كان مغلوباً من كل نوع من الخيال والتخيل. كلما كان الشخص أكثر صحة من الناحية الروحية، كلما كان أكثر تحرراً من الخيالات والتخيلات. حتى ما يشار إليه اليوم على أنه مشاكل نفسية هي مشاكل تنتج عن الخيالات وتبقى في نفوسنا بسببها. كلما تحررنا من ضغط الخيالات كلما تعافينا من المشاكل النفسية المختلفة. هذا هو السبب الذي جعل القديس يوحنا كاسيان يكتب أن علامة اكتساب فضيلة القداسة والعفة هي أن نفسه لا تلقي بالاً بالمرة للخيال أو التخيل حتى وقت النوم. “إنه يغفل هذه الصور التي ينتجها الخيال الدنس خلال النوم“.
بالطبع ليست خطيئة أن يرى المرء أحلاماً مزعجة أثناء النوم، ولكنها “علامة على أن النفس مريضة وأنها لم تتحرر من الهوى“. إنها تثبت أن النفس مريضة ولم تتحرر بعد من الهوى. هذا هو السبب، كما يعلِّم القديس يوحنا كاسيان، الذي يجعل الخيالات الدنسة التي تظهر في الأحلام أثناء النوم علامة على كسل ومرض نفوسنا.