تمنع هذه القشور التي تغطي النفس وصولها للحقيقة ولمعرفة إرادة الله. هذا هو السبب الذي يجعل القديس مكسيموس المعترف يعلِّم أنه عندما يتخلص النوس من الأفكار والصور الناتجة عن الخيالات “فإن كلمة الحق تُعلَن له بوضوح، معطية إياه مبادئ المعرفة الحقيقية“. يستطيع الشخص أن يصبح لاهوتياً حقيقياً لا غش فيه فقط عندما يتحرر من الخيالات والتخيلات. وإلا فإنه قد يتكلم عن الله تحت تأثير الشياطين، حيث أن الشياطين سوف تقدم أفكاراً عن الله وحقائق الإيمان الأخرى من خلال خياله.يقول الآباء أنه ينبغي على المرء أن يتخلص من هذه القشور التي تعمي بصر النفس النقي، ويقولون أيضاً أن القديسين يتكلمون عن الله “مثل الصيادين” (مثل الرسل) وليس “مثل أرسطو“. علم اللاهوت الخاص بهم يأتي من قلب نقي، وليس من قدرتهم على استعمال المنطق (القديس غريغوريوس اللاهوتي).
على الرغم من أنه لا يوجد سوى قدرة واحدة على التخيل، إلا أن لها ثلاثة فروع، وذلك بحسب كاليستوس وأغناطيوس الزانسوبولس. الفرع الأول هو القدرة على تصوير الأفكار، أي جعلها قابلة للإدراك، بمعنى تحويل الأفكار والمفاهيم إلى صور قابلة للإدراك. الفرع الثاني هو القدرة على تمثيل الأشياء “من البقايا المتبقية“، أي القدرة على استدعاء الأفكار الناتجة عن النوع الأول من التخيل والإبقاء عليه. الثالث “يتكون من اللذة والصور المتخيلة التي للأشياء التي تبدو جيدة أو سيئة ظاهرياً“، أي كل اللذة والحزن الناتجين عن وجود هذه الصور التي تقدمها الحواس لقدرة النفس على التخيل.