يكون كل شيء قابل للإدراك من قِبَل الحواس قابلاً أيضاً للتخيل ويقع داخل مجال القدرة التخيلية، وبالتالي يأتي الخيال والتخيل إلى الوجود، بحسب قول القديس يوحنا الدمشقي. كما يخبرنا الآباء، هذا الخيال يشبه القشور التي تغطي النوس وتمنعه من معاينة الله بوضوح. لكي يصل النوس لمعاينة الله ينبغي عليه أن يتخلص من هذه القشور وأن يقف أمام الله في نقاوة. تكون القدرة التخيلية مرتبطة بالخيال والتخيل في لغة الآباء القديسين، وهم عندما يكتبون أنه ينبغي علينا أن نتطهر من الخيال والتخيل فإنهم يعنون أنه ينبغي علينا أيضاً أن نطهر القدرة التخيلية. بتعبير آخر، ينبغي علينا أن نجعل قدرة النفس التخيلية غير فعالة. لقد عاين القديسون الله واختبروه بواسطة النوس النقي الخاص بهم، وليس من خلال قدرتهم على التخيل، وهذا هو السبب الذي يجعل الأطباء النفسيين غير قادرين على تفسير كتابات القديسين ولا كل الرؤى المقدسة الخاصة بهم من منظور نفسي.
تختلف القدرة التخيلية، التي هي قدرة طبيعية للنفس، عن التخيل والخيال الذي هو وظيفة هذه القدرة. ينصحنا التقليد النسكي برمته ألا نحاول أن نتخيل الله. ينبغي علينا بدلاً من ذلك أن نجاهد لكي نطهر قدرة النفس التخيلية، ولكي نحرر أنفسنا من الخيال الملعون. ينبغي على النوس عندما يصلي أن يبقى “بلا شكل” و“خالياً من التخيل“، بحيث نستطيع أن نحفظ أنفسنا من تكوين صور لله.