عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 07 - 2016, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,223

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية

إذ يتكلم القديس يوحنا الدمشقي عن الأهواء الطبيعية غير الملومة التي اتخذها المسيح فإنه يقول: “إننا نعترف إذاً أن المسيح اتخذ كل أهواء الإنسان الطبيعية والنقية، إذ أنه اتخذ كل الإنسان وكل الخصائص البشرية ماعدا الخطيئة. ذلك لأن الخطيئة ليست طبيعية، ولم تُزرع فينا من قِبَل الخالق، لكنها ظهرت إرادياً بإرادتنا الحرة كنتيجة للبذرة الثانية المزروعة من قِبَل الشيطان، وهي لا تستطيع أن تسود علينا بالقوة“. إلا أنه ينبغي علينا أن نشير إلى أنه حتى هذه الأهواء غير الملومة لم يكن لها سلطان على المسيح ولكنها كانت تحت سلطانه. كما يقول القديس يوحنا الدمشقي، كانت الأهواء الطبيعية موجودة في المسيح بطريقة طبيعية وطريقة تفوق الطبيعة. “لقد كانت تعمل فيه بطريقة طبيعية عندما سمح للجسد أن يتألم مما يخصه، لكنها كانت فوق الطبيعة لأن التي كانت طبيعية لم تتخذ في الرب سلطاناً على إرادته“.
نستطيع أن نقول نفس الشيء عن القدرة التخيلية لدى نفس المسيح. فهي على الرغم من أنها كانت موجودة كقدرة للنفس اتخذها المسيح، لأن “الذي لم يُتَخَذ لا يُشفى“، إلا أنها لم تكن تعمل فيه كما تعمل فينا. بالتالي، لا يتخيل المسيح الأشياء. هذا هو المعنى الذي ينبغي علينا أن نفحص في ضوئه النصوص الموجودة في كتابات الآباء والقديس نيقوديموس الآثوسي، التي تقول أن المسيح تحرر من الخيال والتخيل.
ما حدث في المسيح حدث أيضاً، بدرجة أقل وبواسطة النعمة، في قديسي الكنيسة. عندما يشفى المرء بعد تدريب وعلاج مناسب بتوبة شاملة، وعندما يتحرر نوسه من التخيلات الخيالية، تصبح القدرة التخيلية غير فعالة. بالتالي يبقى النوس خالياً من الخيال والشكل كما يقول الآباء. هذه مسألة خبرة، ويكون من الصعب علينا في حالتنا الساقطة أن نفهم ذلك أو نشرحه.
  رد مع اقتباس