عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 07 - 2016, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,652

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية

يكتب القديس مكسيموس المعترف عن موضوع الخيال أو التخيل قائلاً: “لم يُخلق الهوى والألم منذ البداية مع الجسد؛ ولا النسيان والجهل مع النفس؛ ولا الانطباعات دائمة التغير عن أشكال الأشياء المخلوقة مع النوس. لقد وجدت كل هذه الأمور من خلال السقوط. الشخص الذي يقصي اللذة والألم عن جسده يكون قد حقق الفضيلة العملية، والذي يخلص نفسه من النسيان والجهل يكون قد نجح في الوصول لمعاينة الله الطبيعية. الذي حرر نوسه من انطباعاته المتعددة يكون قد دخل إلى سر اللاهوت“. تماماً مثلما لم يقتنِ الجسد اللذة والألم من البداية، ولم تقتنِ النفس النسيان والجهل منذ البدء، هكذا لم يكن للنوس عالماً داخلياً من الصور المتخيلة.
ينبغي علينا لكي نصل إلى فهم واضح لهذا النص الخاص بالقديس مكسيموس المعترف، أن نضعه في سياق كل اللاهوت الخاص به الذي يضع ثلاث مراحل للحياة الروحية وهي الفلسفة العملية، والثايوريا الطبيعية، واللاهوت السري. عندما يتخلص المرء من اللذة والألم، فإنه يختبر الفلسفة العملية. وعندما يتحرر من النسيان والجهل، فإنه يختبر الثايوريا الطبيعية التي تعني الصلاة العقلية غير المنقطعة. وعندما يتحرر نوسه من الصور والخيالات، فإنه يُقاد نحو معاينة الله التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعلم اللاهوت. الألم، والنسيان، والجهل، والخيال، والتخيل هي ظواهر ظهرت بعد السقوط مثل اللذة. وبالتالي لكي نصل للإتحاد بالله ينبغي علينا أن نتخلص ونتحرر من كل هذه الأمور. من هذا المنظار يتحدث القديس اسحق السرياني قائلاً: “كل صور هذه الأشياء التي اعتاد النوس على بنائها هي خيالات وتصورات وليست حقيقة… الصور المخلوقة من قِبَل الخيال هي بسبب مرض النوس، وليست بسبب نقاوته“.
  رد مع اقتباس