عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 07 - 2016, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,485

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: التخيّل والخيال في الحياة الروحية

لقد كان الآباء القديسون خبراء في حالة نفس الإنسان بعد حادثة السقوط المدمرة، وبالتالي تعلموا ما هو شكل النفس وكل الحالة الداخلية للإنسان عندما تجددت بنعمة الله. لم تكن ملاحظاتهم عن موضوع الخيالات والتخيل مدفوعة ببحث علمي في علم النفس، ولكن بخبرتهم الشخصية خلال الروح القدس. لقد كان هدفهم هو قيادة الناس للخلاص. لقد كانوا واعين بالطريقة التي بعمل بها الخيال والتخيل في الإنسان الساقط وفي الشخص الروحاني والملهم بواسطة الروح القدس.
فعلى سبيل المثال، عندما كان الآباء القديسون يستعملون مصطلحات فلاسفة وعلماء عصرهم، فإنهم لم يكونوا يقبلون آراءهم بصورة كاملة. يكتب القديس غريغوريوس بالاماس قائلاً: “لو أن أحد الآباء يعبر عن شيء ما بنفس الطريقة التي يعبر بها الذين هم من خارج، فهذه مجرد مسألة كلمات، أما من جهة المعاني فيوجد فرق كبير. بحسب بولس، يقتني الآباء فكر المسيح، على حين أن الذين هم من خارج يتكلمون بفهم بشري إن لم يكن مما هو أسوأ من ذلك أيضاً“. يستحق هذا النص أن ننتبه إليه. إنه يُظهر أنه على الرغم من أن بعض الآباء استعمل نفس المصطلحات التي استعملها الفلاسفة، إلا أنه يوجد فرق كبير بينهم. لقد تكلم الآباء القديسون، بنوسهم الطاهر، من إعلان، على حين تكلم الفلاسفة من فهمهم الخاص ومن تأملهم البشري الشخصي.
إنني أذكر ذلك لأنه ينبغي علينا، عندما نتحدث عن الخيال أو التخيل، أن نعطي هذه الكلمات نفس المعنى الذي يعطيه لها علماء النفس والمحللون النفسيون المعاصرون المهتمون بهذا الموضوع. يوجد فرق شاسع بين الناس أصحاب خبرة الروح القدس، وأولئك المهتمين بالخيال والتخيل بطريقة متمركزة حول الإنسان. حتى لو كانوا في بعض الأحيان يستعملون نفس المصطلحات، إلا أنها تشير إلى أمور مختلفة.
  رد مع اقتباس