عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 06 - 2016, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الكنيسة: طبيعتها ومهمتها

ينتمي المسيح نفسه إلى هذه الجماعة كرأس لها، لا كسيِّد ورب فقط. وهو لا يكون فوق الكنيسة أو خارجها، فالكنيسة هي فيه. وما الكنيسة مجرَّد جماعة تؤمن بالمسيح وتسير على خطاه أو وفقاً لوصاياه، بل الجماعة التي تقيم فيه والتي يقيم هو فيها بالروح القدس. اختار اللهُ المسيحيين و”ولدهم من جديد” وأعاد خلقهم، لكنه لم يعطهم نمطاً جديداً فحسب، إنما أعطاهم مبدأً جديداً: الحياة الجديدة في المسيح بالروح القدس. إنهم “شعب خاص”، “اقتناه الله لنفسه”. والنقطة الأساسية هي أن الجماعة المسيحية أي الكنيسة (ekklesia)، تؤلِّف شركة في الأسرار (communion sacris) و”شركة في المقدَّسات” أي بالروح القدس، أو حتى “شركة قديسين” (communio sanctorum). تتمّ وحدة الكنيسة بالأسرار. فسرَّا المعمودية والشكر هما “السرَّان الاجتماعيان” في الكنيسة، وبهما يُعلن دائماً المعنى الحقيقي “للشركة” المسيحية ويُختم. ونقول بتشديد أكبر إن الأسرار تؤلِّف الكنيسة. ففيهما فقط تتجاوز الجماعة المسيحية القياس البشري الصرف لتصبح الكنيسة. لذلك كان “منح الأسرار بصورة صحيحة” أمراً يتعلَّق بجوهر (esse) الكنيسة. فالأسرار يجب أن تؤخذ “باستحقاق”، فهي لا تنفصل عن جهاد المؤمنين الداخلي وعن موقفهم الروحي. إن المعمودية مثلاً يجب أن يسبقها الندم والإيمان. فالعلاقة الشخصية بين المقبل إلى المعمودية وربه يجب أن تقوم أولاً على سماع الكلمة وقبولها وقبول رسالة الخلاص، لأن قَسَمْ الولاء لله ولمسيحه شرط أساسي وضروري لمنح السرّ (المعنى الأصلي للفظة sacramentum هو القَسَم العسكري). “يُدرج” الموعوظين بين الإخوة بناء على إيمانه. ولذلك يتلقَّى الإنسان نعمة المعمودية ويحفظها بالإيمان والوفاء والترسّخ في الإيمان ووعده. لكن الأسرار علامات حقيقية للنعمة المخلِّصة لا مجرَّد علامات للإيمان المعترَف به، ورموز خارجية للعمل الإلهي لا مجرّد رموز للتوق والولاء الإنسانيين. في الأسرار يرتبط وجودنا الإنساني بالحياة الإلهية، ويرتفع إليها بالروح الواهب الحياة.
  رد مع اقتباس