عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 06 - 2016, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الكنيسة: طبيعتها ومهمتها

المسيحية هي “الحياة المشتركة”. ولذلك يجب على المسيحيين أن يعتبروا أنفسهم “إخوة” (وكانت هذه اللفظة من أسمائهم الأولى) وأعضاء في جماعة واحدة تربطهم مودَّة حارَّة. فكان الإحسان العلامة الأولى والبرهان الأول لهذه الشركة العضوية. ونحن استحققنا أن نقول: إن المسيحية شركة وتعاون وأخوّة ووحدة “ومجتمع ودّ” (coetus fidelium). إن وصفاً كهذا عون لنا في البدء لكنه يتطلَّب توضيحاً، لأنه يفتقر إلى أمر مهمّ. فعلى المرء أن يسأل: علامَ تقوم هذه الوحدة وهذه الشركة؟ وفيمَ تتأصل؟ وما هي تلك القوة التي تجمع وتوحِّد الناس؟ هل هذه القوة غريزة اجتماعية فقط، أم قوة للتلاحم الاجتماعي؟ هل هي دافع شعوري أو قوة أخرى للتجاذب الطبيعي؟ هل تقوم هذه الوحدة على إجماع في الآراء، أم على تماثل في النظريات والقناعات؟ وخلاصة القول، هل الجماعة المسيحية، أي الكنيسة، هي مجرَّد مجتمع إنساني؟ لا شك أن شهادة العهد الجديد الواضحة تنقلنا إلى مستوى يفوق المستوى البشري، لأن المسيحيين لا يتَّحدون فيما بينهم فقط، بل يتحدون أولاً في يسوع المسيح. وهذه الوحدة مع المسيح هي التي تجعل اتحاد الناس ممكناً “فيه”. فمركز هذه الوحدة هو الرب والقوة التي تحققها هي الروح. إن المسيحيين ينضمُّون إلى هذه الوحدة بالقصد الإلهي وإرادة الله وقوته، فوحدتهم تنحدر من العلاء. إنهم واحد في المسيح مثل الذين وُلدوا فيه حديثاً “متأصلين راسخين فيه” (كولوسي 2: 7) ومثل الذين قبلوا “المعمودية بروح واحد ليكونوا جسداً واحداً” (1 كور 12: 13). أسَّس الله كنيسته بيسوع المسيح ربنا لتكون “خليقته بالماء والكلمة”. إذن، ما هي مجتمع بشري، بل “مجتمع إلهي”، ولا هي جماعة “من هذا العالم”، مشابهة لجماعات بشرية أخرى، بل جماعة مقدَّسة لا تنتمي أساساً إلى “هذا العالم” ولا إلى “هذا الدهر”، بل إلى “الدهر الآتي”.
  رد مع اقتباس