الحقيقة الجديدة:
إن اللفظة اليونانية “ekklesia” (كنيسة) التي اتخذها المسيحيون الأوائل للدلالة على الحقيقة الجديدة التي أدركوها أنهم شركاؤها، تفترض فهماً دقيقاً جداً لما كانت عليه الكنيسة. فهذه اللفظة التي تبنَّاها المسيحيون تحت تأثير استخدامهم للترجمة السبعينية تؤكد أولاً الاستمرار العضوي بين العهدين، لأن الوجود المسيحي قد فُهم من خلال المنظور المقدَّس للإعداد المسياني ولتحقيقه (عبرانيين 1: 1-2). وهذا المنظور يتضمَّن لاهوتاً محدَّداً عن التاريخ. فالكنيسة هي إسرائيل الحقيقي والشعب المختار حديثاً و”النسل المختار والكهنوت الملوكي والأمة المقدَّسة والشعب الذي اقتناه الله” (1 بطر 2: 9). بل هي البقيَّة المؤمنة والمختارة من الشعب القديم الذي لم يستجب لربه (لوقا 12: 32. “القطيع الصغير” أي القطيع “الباقي” المعاد إقامته وتخليصه وتقديسه). فكلّ شعوب الأرض من يونانيين وبرابرة اقتطعهم الله وطعَّم بهم شعبه الجديد (هذا هو الموضوع الرئيسي في رسالتي القديس بولس إلى رومية وغلاطية، أنظر كذلك الفصل الثاني من رسالته إلى أهل أفسس).