فمثلاً خشوع الروح ، يقود إلى خشوع الجسد.
&&))))*************&&&&
مخافة الله وهيبته التي فى الروح، تجعل الجسد ينحني ، أو يركع أو يسجد . كما نقول فى المزمور" أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك ، وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك " ( مز5: 7) .المخافة التي فى الروح ، جعلت الجسد يسجد …
الهيبة التي تملك الروح ، تجعل الإنسان يخلع حذاءه قبل الدخول إلى الهيكل . وذلك عملا بقول الرب لموسى لما رأى العليقة المشتعلة ولا تحترق" اخلع حذاءك من رجليك ، لأن الموضع الذي أنت واقف فيه أرض مقدسة "( خر3: 5). ونفس الكلام قيل ليشوع بن نون "( يش5: 15).
أما الذين يدخلون هيكل الله المقدس بالحذاء ، كأي مكان عادي .. فلأن الروح لم تخشع، هكذا الجسد أيضاً لم يخشع!
إني أعجب للذين يصلون أحياناً وهم جلوس!!
أين خشوع الروح عندهم ، وأين خشوع الجسد؟!
أن لم يسجد الجسد أثناء الصلاة ، فعلى الأقل يقف أمام الله فى مهابة وتوقير . ولعل إنساناً يسأل: بأيهما نبدأ؟ بخشوع الجسد أم بخشوع الروح؟ ابدأ بأيهما .. إن بدأت بخشوع الروح ، سيخشع الجسد معها . وإن بدأت بخشوع الجسد، ستخشع الروح معه.
فأنت إن تعودت أن تنحني حينما تصلى وتقول " قدوس قدوس قدوس ".. فأن هذا الانحناء فى جسدك ، سيدُخل الخشوع إلى روحك . وحينما تخلع حذاءك قبل الدخول إلى الهيكل ، فهذا العمل الجسداني سيشعرك أنك أمام مكان مقدس ، فيدخل الخشوع إلى روحك…
وهكذا الصوم قبل التناول والطهارة الجسدية، تشعرك بهيبة السر ، فيدخل الخشوع إلى روحك ، ومعه الاهتمام بالاستعداد الروحي .
مادام الإنسان من جسد وروح متحدين معاً ، إذن ما يلحق أحدهما يلحق الآخر أيضاً ، إيجابا وسلباً . فإذا حدث تسيب من الناحية الجسدية وعدم اهتمام ، فهذا يصيب الروح أيضاً . وبقدر الحرص جسدياً ، يكون الحرص روحياً كذلك .
ليس هذا مع الله فقط ، وأنما فى معاملة الناس أيضاً.
فإن كنت بروحك فى الداخل تحترم إنساناً، تجد هذا الاحترام يظهر أيضاً فى انحنائك جسدياً وأنت تسلم عليه . وأن كانت فى روحك عجرفة من الداخل أو لامبالاة ، فإن سلامك عليه سيكون من الناحية الجسدية بعجرفة ولا مبالاة…
الروح والجسد يتجاوبان معاً ، إلا لو حدث انقسام بينهما.
وحينئذ يوجد صراع بينهما " وكل منهما يقاوم الآخر ". ويعيش الإنسان فى هذه الإثنينية . وينتهي إلى أحد أمرين: إما أن الجسد يستسلم للروح ويطيعها … ويسلك معها فى حياة البر . وإما أن الروح تخضع له ، وتسلك معه فى حياة الاستهتار …