أولاً ملاحظة أقولها هي أن الجسد ليس شراً في ذاته.
&&*****************************&&
1 ــ لأنه لو كان الجسد شراً، ما خلق الله جسداً . فالله لا يخلق الشر . فالله عندما خلق الإنسان بجسد ، رأى أن ذلك حسن جداً (تك 1: 26- 31) .
2 ــ ولو كان الجسد شراً، ما كان الرب قد تجسد ( يو1: 14). فمن المحال القول أن جسد المسيح كان شراً !! فالملاك الذى بشر العذراء بميلاد المسيح ، قال لها " القدوس المولود منك، يدعى أبن الله"( لو1: 35) .
3 ــ ولو كان الجسد شراً ، ما كان الله يقيم الجسد من الموت.. كان يتركه يأكله الدود ، ويتحول إلى تراب ، وينتهي أمره!
4 ــ ولو كان الجسد شراً ، ما كانت تحدث معجزات عن طريق الأجساد . مثل الميت الذي قام ، لما لمس عظام أليشع النبي (2 مل13: 20، 21).
أو مثل المناديل والمآزر التي كانت تؤخذ من على جسد بولس الرسول وتوضع على المرضى ، فتزول عنهم الأمراض وتخرج منهم الأرواح الشريرة (أع 19: 12) …
· أن الجسد ليس شراً فى ذاته ، وإلا ما كنا نكرم أجساد ورفات القديسين ، ونلتمس منها بركة.
· والجسد ليس شراً فى ذاته ،لأنه يشترك مع الروح فى العبادة : الروح تخشع، والجسد يسجد معها ويركع. والروح تخاطب الله فى الصلاة ، والجسد يرفع يديه ونظره إلى فوق . ويقول مع داود النبي " وليكن رفع يدي ذبيحة مسائية
"( مز 141: 2)" باسمك أرفع يدي ، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم"( مز63: 4،5).
· ولو كان الجسد شراً،ما كان الرسول يقول" مجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التي هي لله"
(1كو6: 25). أذن الجسد هو لله ، ويمكن أن يمجده.
· ولو كان الجسد شراً ، ما كان يعتبر هيكلاً للروح القدس ، كما قال الرسول " أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم "(1كو 6: 19)" أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم"( 1كو3: 16).
· ولو كان الجسد شراً ، ما كان الذي يطعم جسداً جائعا كأنه يطعم المسيح نفسه ، كما قال الرب " كنت جوعانا فأطعمتموني" (مت25: 35).
وكذلك ما كان الرب يشفي الأمراض ، ويمدح السامري الصالح الذى اهتم بجسد إنسان جريح"
(لو10: 33، 34).. وأيضا ما كان يقول"لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى "(مت9: 12)(لو 5: 31).
الجسد إذن ليس شراً ، ولكن الشر فى أن الجسد يرتبط بالمادة وبشهوات العالم الفاني ، ويقاوم الروح
ويسلك ضدها .
وحينئذ يكون الخطاَ ليس فى الجسد نحو الخطية، مثل الزنا والبطنة والسكر والمخدرات والإدمان . وما يسميه الكتاب " شهوة الجسد، وشهوة العين ، وتعظم المعيشة"(1يو2: 16). كذلك شهوات باقي الحواس ، إذا انحرفت .وكما قال الحكيم "العين لا تشبع من النظر ، والأذن لا تشبع من السمع "(جا1: 8)ليس العيب إذن فى الجسد، بل فى الاستخدام السئ لهذا الجسد. وفى هذه الحالة يقول الرسول:
" الجسد يشتهي ضد الروح ، والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر" (غل5: 17).
لذلك يقول " اسلكوا بالروح ، ولا تكملوا شهوة الجسد"( غل5: 16)
ولكن ليس كل جسد يشتهى ضد الروح. فهناك أجساد ترتفع إلى المستوى الروحي . ويصير الجسد روحياً فى رغباته وتصرفاته
وفى القيامة العامة سنقوم بأجساد روحانية(1كو15: 44).
إنه نفس الجسد ، ولكن فى الحالة من التجلي ، نسميه الجسد الممجد كما قال القديس بولس الرسول عن عمل ربنا يسوع المسيح فى مجيئه الثاني :" الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ، ليكون على صورة جسد مجده"
(فى 3: 21).