عرض مشاركة واحدة
قديم 28 - 06 - 2016, 06:31 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بذل الذات قربانا حيا

وتبيان هذه الحقيقة هو أيضاً جوهر رسالة الكاهن فكيف ننقلها إلى الآخرين إن لم نتحسسها شخصياً وبصورة مطلقة. لذا يسمح الله بهذه النعمة: نعمة خبرة ضعفنا. ولكن لا يكفي أن نيأس من أنفسنا لنصير أداة طيعة للنعمة بل ينبغي أيضاً أن يصبح إيماننا بالنعمة كاملاً وآنياً كإحساسنا بضعفنا. وبالتالي يجب أن نعلم أن إحساسنا بضعفنا هو العطية الأولى للنعمة، فنفهم حينذاك لماذا يأبى الرسول أن يمجد نفسه بالرغم من فرط الإعلانات والنعم العظيمة التي حظي بها، حتى اختطافه إلى السماء الثالثة وسماعه كلمات لا يُنطق بها ولا يسوغ الإنسان أن يتكلم بها (2 كو12: 4): إنه يرفض أن يُمجِد ذاته لسبب واحد فقط وهو أن يحتفظ حتى النهاية بنعمة الضعف وحسب التي هي قوته (2 كو12: 9).
هذا ولا ننسين أن الرسول بولس يقتدي في ذلك بمثال الرب نفسه ويحياه وإنه هذا هو سر الصليب. فإن يسوع يُقدِّس اسم الله ويمجده بتقديس ذاته بالصليب، أي عندما يضحي بنفسه ويخليها ويصير ضعيفاً كل الضعف من أجلنا حتى نتقدس بالحق.. ثمّ لنا أيضاً مثال العذراء مثالاً نيراً حياً لكي نغذي به تفانينا ونقويه. فإن العذراء تنتصب في الأناجيل نموذج تفان كلي منذ البداية وحتى النهاية، مضحية ينفسها وبأثمن ما عندنا أي بابنها. فعندما طلب منها الملاك أن تخدم الرب بالاشتراك في تحقيق تصميمه الخلاصي لم تقل “أني أؤمن” وحسب بل “ليكن لي حسب قولك” (لو1: 38) أي بصيغة التقبل الكامل الذي لا دور لها فيه (au passif)، فاتخذت بذلك موقف تفان لا تحفظ فيه ولا حدّ له، مستسلمة لمشيئة الله استسلاماً مستديماً دون انقطاع، في استعداد وانفتاح كياني لخدمة مطياعة صامتة.
  رد مع اقتباس