عرض مشاركة واحدة
قديم 28 - 06 - 2016, 06:22 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التأصل في الله: الخدمة الرسولية في الكهنوت

ليس للروح في عمله هذا أسم نسميه به من أسماء البشر: إننا لا نعرف من أين يأتي وهو يهبُّ حيث يشاء (يو3: 8). فالله هو روح (يو4: 24) أي أنه لا يُمسك ولا يُضبط. وتلك الحرية هي حرية الرب نفسه، حرية العطاء الكامل، حرية عشقية يعطي الله ذاته بموجبها للإنسان عطاء أخيراً، عطاءً عميقاً لدرجة أن الله في الروح وبالروح ينطبق مع من يتقبل العطية، الله يمحي وراء عطيته الروحية. ولذا فالروح مقيم دائما في شخص آخر ومن هناك يغيره، من الداخل فقط. إننا بالروح نحيا وبه نعرف وبه نحتفل ونبتهج بالرب. “وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم» (يو14: 17). إن روح الله يزور روح الإنسان ويسكن فيه فيتجدد: “أن تتجددوا بروح ذهنكم” (أفسس4: 23)، (رو8: 16) أي يتّحد مع روحنا ليشهد، “ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها”” (رو8: 26)، “وبه نصرخ يا أبا الآب” (رو8: 15)، لأن “من التصق بالرب فهو روح واحد” (1 كو6: 17). وذلك الالتصاق هو التصاق كلي لدرجة أننا لا نعود نفرق بين روح الله وروح الإنسان فينا، فيحتار المفسرون مثلاً في تفسير العبارة “حارين بالروح” في الرسالة إلى أهل رومية (رو12: 11) أو العبارة الواردة في الرسالة الثانية إلى أهل كورونثوس: “نظهر أنفسنا كخدام الله.. في الروح القدس” (2 كو6: 6).. ولذا ينبغي علينا أن نميز الأرواح وألا نطفئ روح الله فينا. إذ هناك أرواح تقاوم الروح، تقاوم حرارته ومحبته.. فتطفئه. في حين أن كل طريق الإنسان الروحي يمر بالروح لا محالة. من البديهي أن الإنسان الروحي ينمو بالروح علماً بأن عمل الروح فينا عمل رقيق كل الرقة، فعلينا أن نقابله بثقة واستسلام واطمئنان لكيما نولد بالروح. هكذا تتم ولادة الإنسان الروحي في الكنيسة، أي بالنتيجة ولادة الكنيسة، ولادة الروح في الكنيسة (إن دعوة الراهب هنا أيضاً تجد لها مكاناً إذ عليه أن يكون متشحاً بالصليب ومن خلاله بالله، حاملاً الصليب وحاملاً روح الله).
  رد مع اقتباس