إذن بالرب يسوع نبدأ فنفهم أن الخدمة هي الاشتراك في حياة الله. الخدمة عمل تضحية وطاعة أفضل من كل ذبيحة (1 صموئيل15: 22). منذ العهد القديم بدأوا يفهمون أن الخدمة المادية الخارجية لا معنى لها إلا بالتضحية الداخلية وبالطاعة: “أريد حباً (رحمة) لا ذبيحة” (هوشع6: 6). إن خدمة الله إذن تحررنا، تُفهمنا أن الله نفسه هو حرية خدمة وعطاء كامل بدافع المحبة، وإننا بهذه الخدمة والمحبة نحقق أنفسنا وذلك بقدر ما نعطي وليس بقدر ما نأخذ، لأنه “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع20: 35). ولذا نجد بإزاء الله “ممون” إله المال في قول يسوع: “لا تستطيعون أن تخدموا ربين” (متى6: 24). الرب الإله يقابله المال كرب أيضاً، ولكننا بينما في خدمة الإله الحي نتحرر وننموا ونتحقق إذ لا نخاف من بذل الذات، خادمين وباذلين أنفسنا مع الله إلى المنتهى، نحن في خدمة ممون، نعبد صنماً لا حياة له، إذ كلما اكتسبنا، واقتنينا، وجمعنا ارتباطنا بالأرض وأُسرنا وضقنا بدلاً من أن ننعتق ونتسع ونزداد وجوداً.