أما اشتراك كل المذابح المتعددة في المذبح الوحيد فيتم بواسطة الكهنوت الكنسي. لقد وعدنا الرب بأنه لا يتركنا. فترك لنا نفسه. إن سر كنيسته هو بالضبط الاتحاد الذي لا ينفصم بين المسيح السماوي ووجودنا الأرضي. وقد حقق الرب هذا الأمر بصورة منظورة كليتورجيا. “خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي للعهد الجديد… اصنعوا هذا لذكري”. فكان عهد جديد وشعب جديد، شعب كهنوتي أيضاً وأكثر جدارة من شعب العهد القديم. وذلك لأنه على كل تلميذ أن يحمل صليبه (متى16: 24) وأن يشرب الكأس التي شربها المسيح (متى20: 22) وأن يحمل رسالته مبشراً بملكوت الله (لو9: 60) و(لو10: 1-16) وأن يشهد له حتى الموت (متى10: 17-42). كل الناس أبناء لله وملوك مسحاء. إنه يجعلنا كلنا كهنة معه لأن مسحة الروح المنسكبة على الرأس إنما تبلغ إلى كل أعضاء الجسد. كل عضو يشترك في المسحة لأنه عند انتمائه للكنيسة يدخل في الأسرار الثلاثة: المعمودية والميرون والشكر. فنصبح بتلك المسحة أمة كهنة وشعباً كهنوتياً (1 بط2: 5 و 9)؛ إن إيماننا هو حسب تعبير بولس الرسول بمثابة ذبيحة تنسكب (في 2: 17) وعطايانا “نسيم رائحة طيبة ذبيحة مقبولة”… (في4: 18) وأجسادنا وعبادتنا “ذبيحة حية مقدّسة” (رو12: 1). ذلك هو فحوى الكهنوت الملوكي الذي ينتمي إليه الشعب المؤمن.