إننا نتبين ذلك أولاً في سفرين “كنسيين” هما أعمال الرسل والرؤيا يتميزان بعلاقة عميقة بينهما. فسفر الأعمال يروي قصة امتداد الكنيسة بعد صعود الرب، ويبدأها لوقا كاتب السفر بالتكلم عن صعود الرب والعنصرة: عن المسيح المنسكب، عن الكنيسة كعنصرة دائمة. أما سفر الرؤيا فيعرض الوجه الداخلي لهذه الكنيسة كما هو في السماء، إذ نراها مجتمعة حول “الحمل القائم وكأنه مذبوح” (رؤ5: 6)، مذبوح ولكنه أسد غالب في الوقت نفسه (رؤ 5: 5)، “خروف له سبعة قرون وسبع أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض” (رؤ5: 6). فالحمل المذبوح إذن هو الذي يغلب.
والرسالة إلى العبرانيين من جهتها ترينا المسيح رئيس كهنة إلى الأبد (عب5: 5 و 6) يعيش في أيام جسده كل هذا السر الكهنوتي بصراخ ودموع (عب5: 7) ويدخل وراء الحجاب إلى قدس الأقداس السماوي كوسيط العهد الجديد، يجد فداءً أبدياً (عب9: 11–15) ما دام يعود إلى حضن أبيه بالجسد، إلهاً وإنساناً معاً، حاملاً طبيعتنا معه… وهذا يبلغ بنا إلى النقطة التالية: