مباركة هي مملكة الآب والابن والروح:
هذا الإعلان لعقيدة الثالوث الأقدس فيه دعوة للموعوظ للدخول إلى مملكة الثالوث. هدف مسيرته هو الملكوت والمعمودية تفتح له أبواب هذا الملكوت. الملكوت ليس حدثاً مرتبطاً بالمستقبل، بل يتذوقه الإنسان مسبقاً في الكنيسة، والمعمودية تدخلنا في عضوية جسد المسيح أي الكنيسة.
في المباركة نعلن أن الملكوت هو هدفنا ومبتغانا، ليس أننا نباركه ونقدسه، بل نعلن أنه مبارك وبالتالي هو مشتهانا ومقصد حياتنا. فعل البركة يعني فعل المحبة الهادفة المشدودة إلى من تحب. أن تبارك يعني أن تقبل بمحبة وأن تتحرك باتجاه ما قبلت وأحببت. دعوة لنا لأن ندخل إلى ملكوت الله المثلث الأقانيم والمشاركة في حياته الإلهية. وهذا هو هدف المعمودية في نهاية المطاف. نختار أن نكون أبناء الله، أبناء الملكوت، ونبتعد في هذه الحياة عن كل ما يبعدنا عن هذا الهدف.
أخيراً هذا الإعلان العقائدي يظهر لنا تثليث الأقانيم مع وحدة الجوهر، إذ يقال “مملكة” واحدة وليس “ممالك”. ويقال “مملكة الآب والابن والروح القدس” لأن مملكة الآب هي نفسها مملكة الابن والروح القدس.