اسمعوا، أيها المسيحيون المباركون، عجائب أخرى عظيمة: كان أحد الأسياد الأغنياء من المشرق تقياً يخاف الله وكان مريضاً جداً في قلبه ومعدته منذ حداثته، وكان مرضه هذا عضالاً ولم يكن بمقدوره حتى أن يأكل أو يشرب. وإذ كان يتساءل ما الممكن عمله، كان في حالة اكتئاب وحزن شديدين، وكانت تعزيته الوحيدة الله. ولما لم يجد علاجاً لا في أي مكان ولا بأية طريقة اتجه إلى كنيسة القديسين وبقي هناك عدة أيام منتظراً من دون نتيجة، فظن أن رغبة الله ألاّ يشفى أبداً. ففي الليلة التي قرر فيها العودة إلى منزله، ظهر له في نومه إنسانٌ وقال له: “لا تسرع في العودة إلى منزلك بل ابقَ حتى الأحد القادم إن أردت أن ترى قوة الله ومجد القديسين ماقتَي الفضة الذائعَي الصيت. وعندما أتـى يوم الأحد، سجد المريض كعادته أمام أيقونة القديسين، فرأى بوضوح في منتصف الليل أن القديس كوزما الأخ الأكبر خرج من المذبح المقدس وأخذ يجول في الكنيسة كلها يزور المرضى المجتمعين فيها. أما إليه هو فلم يلتفت القديس على الإطلاق، فظن المريض أنه على الأقل سيراه لدى عودته، لكن دون جدوى. وعندما رأى المريض كيف أن القديس قارب على الدخول إلى المذبح المقدس مجدداً دون أن يلاحظه على الإطلاق، سقط على قدميه متضرعاً إليه لكي يشفيه، عندها قال له القديس: “خذْ هذه الحلوى وحالما تتناولها ستتعافى”. وبمجرد أن تناولها السيد من يدي القديس كوزما ارتمى أمامه قائلاً: “أرجوك يا قديس الله تضرع لأجلي لكي لا يعود هذا المرض ويزعجني”. عندها مدَّ القديسُ يدَه ورسم إشارة الصليب المقدس وقال: “باسم الله لا يعُدْ هذا المرض ويزعجك. لكن أوصيك بألاّ تتناول البقول طيلة حياتك”. وكان لدى هذا الإنسان مرض آخر إذ تنتابه آلام في الأسنان من الجهتين، فترجى القديس أن يشفيه من هذا المرض أيضاً. عندها قال له القديس: “يكفيك شفاء معدتك، أما هذا المرض الصغير فإرادة الله أن يلازمك، لأن من يحبه الله يؤدبه”. هكذا عاد السيد سريعاً بعد شفائه إلى منزله ممجداً الله ومعظماً هذين القديسين الشافيين ماقتي الفضة.
* * *