استحقا بسلوكهما أن ينالا الموهبة، لأن الموهبة التي منحها المسيح لتلاميذه القديسين أن يشفوا كل نوع من أنواع الأمراض قد نالها هذان القديسان. ولذلك كانا يشفيان المتألمين بدون الحاجة إلى استخدام أعشاب أو أية وسائل علاجية أخرى، إنما فقط بنعمة الروح القدس. ماذا سنروي إذن عن التواضع، عدم القنية، الإنسانية، وغيرها من الفضائل التي كان يملكها رسولا المسيح هذان؟ فقد كانا متواضعين لدرجة أنهما كانا يخدمان جراح المرضى بأنفسهما، وكان لديهما عدم قنية وعفة عن المال لدرجة أنهما لم يقبلا أخذ فضة على الإطلاق، حتى أنهما لم يرتديا رداءً آخر في حياتهما، ولم يحملا ولا حقيبة ثانية في طريقهما، لهذا لم يعتد الناس على مناداتهما باسميهما كوزما ودميان، إنما بماقتَي الفضة. فقد كان هذا اللقب معروفاً في ذلك الزمن. ولشدة رحمتهما وإنسانيتهما فإن أشفيتهما لم تقتصر على المرضى من البشر، إنما تعدت ذلك لتشمل الحيوانات التي كانا يعالجانها كلما وجدوها مريضة.