عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 06 - 2016, 07:56 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,524

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ»

علاقة هذه الثوابت الثلاثة يمكن تصوير هذه الثوابت الثلاثة بشجرة، جذورها وجذعها الإيمان، الذي هو العلاقة السليمة بالله، وفروعها هي الرجاء الذي هو الترحيب بأهداف الله للنفس، وثمرها هو المحبة الذي هو الخدمة وعمل الخير (مع سبق الإصرار) لله والناس.
يجيء الإيمان من كلمة الله التي تعلن لنا الخبر المفرِّح. « إِذاً الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ » (رومية 10: 17). ويجيء الرجاء أيضاً من اعتمادنا على كلمة الله. كما قال الرسول بولس أثناء محاكمته: « وَالآنَ أَنَا وَاقِفٌ أُحَاكَمُ عَلَى رَجَاءِ الْوَعْدِ الَّذِي صَارَ مِنَ اللهِ لآبَائِنَا » (أعمال 26: 6) لأننا نبني رجاءنا على الإيمان. وتجيء المحبة من الإيمان والرجاء، فالمحبة تعمل لأنها واثقة من قوتها كما تصفها كلمة الله، على رجاء أنها لا تسقط أبداً.
يثق الإيمان في الكلمة، ويثق الرجاء في مواعيد الكلمة، وتمارس المحبة الكلمة.
ينتظر الإيمان الرب، وينتظر الرجاء مجازاة الرب، وتنتظر المحبة أن تخدم الرب وهي تخدم الناس.
الإيمان بدون محبة هو إيمان بدون أعمال، ميت، لأنه عقلي فقط كإيمان الشياطين الذين يؤمنون ويقشعرون ولكنهم لا يتغيرون. والإيمان بدون رجاء بلا رؤيا مستقبلية، لأنه لا يرى إلا الماضي. لكن الحياة السعيدة ذات الهدف هي الحياة التي يسير فيها الإيمان والرجاء رحلة الحياة معاً، كما يظهر ذلك في قول يعقوب أبي الأسباط: « هَا أَنَا أَمُوتُ، وَلَكِنَّ اللهَ سَيَكُونُ مَعَكُمْ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكُمْ » (تكوين 48: 21).
الرجاء بدون الإيمان وهمٌ مبنيٌّ على التفكير بالتمني، والمؤمن لا يفكر بالتمني، لأنه يبني رجاءه على إيمانه بكلمة الله المدونة في الكتاب المقدس. والرجاء بدون محبة هو أنانية، لأن الإنسان لا يفكر إلا في نفسه، ولا يتمنى ويرجو إلا لنفسه!
بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله، وبدون رجاء تصبح الحياة يأساً وبؤساً، ونصبح أشقى جميع الناس، وبدون المحبة تصبح الحياة أنانية، تفقد صورة الله. أما إن اجتمعت هذه الفضائل الثلاث معاً، فإن إيماننا يكون لخدمة الآخرين، ويكون رجاؤنا لخيرنا ولخير الآخرين.
  رد مع اقتباس