التقطت أذنا المسيح وقت الصليب إنكار بطرس المثلث. التقطت كلمات القبح! فماذا كان رد فعل المسيح؟ يقول البشير لوقا: « فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ.. فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً» (لوقا 22: 61، 62). ولم تكن نظرة المسيح لبطرس نظرة توبيخ أو سخرية أو شماتة، لكنها كانت بكل تأكيد عامرة بالمحبة والشفقة، فكسرت قلب بطرس وقادته إلى التوبة. وبعد قيامة المسيح من الموت أعطى المسيح بطرس وزملاءه صيداً وفيراً من السمك بعد ليلة صيد فاشلة، ثم سأل بطرس: « يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ؟» فأجاب بطرس بخجل: «نَعَمْ يَا رَبُّ. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ» (يوحنا 21: 15). وهذه هي المحبة الشافية من الإنكار، والملهمة للاتِّباع، والدافعة لحياة التقوى.