عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 06 - 2016, 07:13 PM   رقم المشاركة : ( 39 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,466

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

في العالم الطبيعي لا نجد ينبوعاً يعطي ماءً عذباً ومالحاً في نفس الوقت، ولا يمكن لزيتونة أن تصنع تيناً أو كرمة تيناً. ولكن اللسان الواحد (بكل أسف) ينتج المتناقضات! فالفم الواحد يبارك الله ويلعن الآخرين. ويعلِّق الرسول يعقوب على هذا بقوله: « لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الأُمُورُ هَكَذَا!» (آية 10). فالمحبة لا تقبِّح في الكلام، لكنها تنطق كلمة التشجيع دائماً، ولا تخرج منها كلمة توبيخ إلا للبناء والإصلاح، ولكنها لا تلفظ قباحة. فإذا طبَّقنا هذه القاعدة على كلامنا في بيوتنا، ماذا نجد؟ عادةً نتكلم كلاماً لطيفاً خارج بيوتنا، ونُحسن الحديث ونضبط أعصابنا عندما يزورنا ضيف. ولكن أعصابنا تفلت عادة مع أهل البيت وكأننا قد أنفقنا كل رصيد محبتنا خارجه، فلم يتبقَّ لأهل البيت إلا التذمر والتوبيخ والكلام الخشن! مع أن رصيدنا من الحكمة والنعمة والكلام العذب عند الله رصيد لا ينتهي، ويمكن أن نأخذ منه كل ما يسد عوزنا وعوز مجتمعنا!
وأقتبس من العهد القديم مثلين للكلام المُشجع، مثلاً لزوجة فاضلة، وآخر لزوج فاضل قدَّم كلاهما تشجيع لشريك حياته:
ظهر ملاك الرب لزوجة منوح التي كانت عاقراً، وأعلن لها أنها ستلد ابناً (هو القاضي شمشون) يجعله الله منقذ شعبه، فأخبرت زوجها بذلك. وصلى منوح طالباً عودة ظهور الملاك، فاستجاب الله له وظهر الملاك مرة أخرى لزوجته، فأسرعت لتخبر زوجها. وتحدث الزوجان مع الملاك عن مولودهما ومستقبله. ثم انطلق الملاك إلى السماء في لهيب المذبح. ومضى وقتٌ لم يظهر فيه الملاك، فخاف منوح وقال لزوجته: «نَمُوتُ مَوْتاً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللَّهَ!» فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: «لَوْ أَرَادَ الرَّبُّ أَنْ يُمِيتَنَا لَمَا أَخَذَ مِنْ يَدِنَا مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً، وَلَمَا أَرَانَا كُلَّ هَذِهِ، وَلَمَا كَانَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ أَسْمَعَنَا مِثْلَ هَذِهِ» (قضاة 13: 22، 23). ما أجمل كلمات هذه الزوجة! لم تسخر من زوجها لأنه لم يفهم، ولكنها كلمته بالتشجيع المدعَّم بالبرهان أن الله قبِلَ تقدمتهما وتكلم معهما. ففي محبتها لم تقبح ولم توبخ زوجها الضعيف الخائف لأنه لم يفهم، فعملت بالوصية الرسولية: « لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحاً لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ » (أفسس 4: 29).
والنموذج الثاني هو لزوجٍ يشجع زوجته: كانت حنة عاقراً، ولم يكن العيب في ذلك من ألقانة زوجها، لكن منها، فإن فننة ضرتها ولدت أولاداً لألقانة. وكانت حنة تبكي وتصلي، وتطلب من الله أن يعطيها نسلاً. ومضت سنوات دون استجابة. وفي وسط آلامها كان زوجها الفاضل يقول لها مشجعاً: « «يَا حَنَّةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ، وَلِمَاذَا لاَ تَأْكُلِينَ، وَلِمَاذَا يَكْتَئِبُ قَلْبُكِ؟ أَمَا أَنَا خَيْرٌ لَكِ مِنْ عَشَرَةِ بَنِينَ؟» (1صموئيل 1: 8). وقد أكرم الله حنة وألقانة وأعطاهما نسلاً، أوله صموئيل الذي صار قاضياً ونبياً لبني إسرائيل.
  رد مع اقتباس