وتتضح المحبة التي لا تُقبِّح في أمرين:
1- المحبة لا تقبح في الكلام:
تحدث الرسول بولس عن سلوك المؤمنين في المحبة فقال: « فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً. وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ» (أفسس 5: 1-4).
فالهزل وكلام السفاهة هي قباحة، ليس فقط لا يجب أن تُمارس، لكن لا يجب أن يُنطق بها «لا تُسَمَّ بينكم». فعندما يوجِّه شخص كلاماً غير لائق لشخص آخر، فإنه يشوِّه صورته أمام الناس، كما يرسم له صورة قبيحة أمام نفسه: نفس المتكلم ونفس المخاطَب! على أن اللسان الذي يحكمه الروح القدس لا ينطق إلا ما هو بركة للآخرين.
وكلام السفاهة والهزل الذي لا يليق هو عادةً سخرية من الآخرين: من مظهرهم أو ملبسهم أو معرفتهم أو طريقة كلامهم، إن كانت مختلفة عن الآخرين. وهذا دوماً خالٍ من المحبة، لأن الذي يسخر ويهزل يُضحِك نفسه وأصحابه على حساب كرامة شخصٍ آخر، لأنه يسخر مما يحسبه نقطة ضعفٍ في غيره.