"ففي سنة 1900 أشار الاستاذ ولسن "مكتشف الغرفة الغائمة لتبيين مسارات الدقائق المادية التي لا ترى بالعين المجرده ولا بالمجهر" الى انه من خلال بحثه في ايصال الهواء للكهرباءية, وجد ان مقدرة الهواء على ايصال الكهربائية, قد يكون بعضها ناشئا عن فاعل كهربائيٍّ خارجي, وان ذلك الفاعل في ظنه قد يكون اشعاعا خارجا عن نطاق الارض. ويتابع الكاتب قائلا: وفي سنة 1902 كان العلامه رذرفورد يجرب التجارب في اشعة جما - وهي احدى طوائف الاشعة التي تنطلق من الراديوم وغيره من المواد المشعة-. هذه الاشعة شديدة النفوذ في الاجسام, وفي وسع الباحث ان يتبينها بما لها من الاثر في الهواء. لانها اذا اخترقت قدرا من الهواء محفوظا في كرة مقفلة من المعدن, فرقت بعض ذراته فتنطلق كهيرباتها حرة ويصبح الهواء موصلا جيدا بعض الشيء للكهربائية".
وبعد موالاة التجربة واعادتها مرارا وتدوين مشاهدتهما, كتبا في المجلة الطبيعية ما يلي: "نحو 30 في المائة من تأين الهواء-اي انطلاق الكهيربات من دقائقه-في الكرة المقفلة, سببه اشعاع خارجي شديد النفوذ. هذا الاشعاع يأتي على ما يبدوا لنا من جميع الجهات.ولا يمكن ان يكون سببه وجود عنصري الثوريوم والراديوم في حجرة في المعمل لاننا حصلنا على مثل هذه النتائج في حجرة خالية من اي اثر للمواد المشعة كما نعلم ".
وفي المجلة الطبيعية نفسها كتب الاستاذ مكلنن الكندي ومساعده بارتون في خلال وصفهما لنفس التجربة ما يلي: "ان زيادة التأين يجب ان تسند الى وجود فاعل خارجي لانستطيع السيطرة عليه.لقد ثبت للعالم ملكن, وهو اسبق علماء النصف الاول في القرن العشرين لكثرة تجاربه وخبرته الطويلة في هذا المضمار, ان الاشعة الكونية اصلها في الفضاء . وتاتي الى ارضنا هذه من جميع اتجاهاتها. وان هذه الاشعة التي دعاها العالم الاميركي ملكن الاشعة الكونية . هي دليل على ان العناصر الثقيلة تتكون في رحاب الفضاء من العناصر الخفيفة, وان هذا يدل, كما تابع قائلا: على ان الكون لا نهاية له في الزمان. وكان رأيه والذين ناصروه , ان الكون يبتديء حيث ينتهي. “