عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 06 - 2016, 08:19 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,691

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

هذا عن الممارسات الروحية كوسائط نعمة.


هذه يا أخي مجرد وسائط نعمة من خلالها أتقابل مع المخلص وأتعلق به وأثبت فيه وأتحد به. من خلالها أحصل عليه فيصير لي بره وقداسته. ومن خلالها يحل في بروح قدسه يقودني في موكب نصرته.

هذه هي رسالة وسائط النعمة، هي وسيلة لا غاية. أعبر بها لأصل لحبيبي ولكن ما أكثر الذين يقلبون الأوضاع فيتخذون من الوسيلة غاية، ويتعلقون بالطريق أكثر من تعلقهم بشخص الرب يسوع، الذي من أجل التقابل معه قد سلكت هذا الطريق، والذي يسير معي كصديق في هذا الطريق "عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (مت23:1).



لمثل هؤلاء الأخوة الذين تعلقوا بالطريق وتركوا الصديق أسوق كلمات قداسة الحبر الجليل البابا الأنبا شنوده الثالث في هذا الصدد، إذ كتب في مجلة الكرازة تحت عنوان (محبة الطريق) {مجلة الكرازة.السنة الأولي – العدد العاشر ص 6}. أنقلها لك بالنص لأهمية ما فيها وجمال ما تحتويه. قال: (لماذا أصلي؟ ولماذا أصوم؟ ولماذا أختلي؟ ولماذا أقرأ؟ .. هل لكي أصبح رجل صلاة؟ أو رجل صوم أو خلوة أو معرفة؟ هل أحب أن أكون عابداً؟ هل العبادة شهوة مستقلة في نفسي لها غرض خاص؟.

هل أريد أن تكبر نفسي، عن طريق النجاح والنبوغ في هذا الطريق؟. هل أنا مهتم بذاتي: ماذا أكون؟ وكيف أكون؟ ومتى أكون؟ وكيف أتطور إلي أفضل؟.

هل أنا أحب الله ذاته، أم أحب الطريق الذي يوصل إليه؟. هل أنا مثلا أحب الصلاة، أم أحب الله الذي أصلي إليه؟ إنني ألاحظ في نفسي أحياناً أخطاء كثيرة: عندما أكمل مزاميري أفرح: لا لأني تحدثت مع الله وإنما لأنني راهب ناجح في القيام بقانونه وواجبه في العبادة!!، وعندما لا أستطيع أن أصلي مزاميري جميعها، أحزن: لا لأني فقدت متعة التحدث مع الله، وإنما لأني راهب فاشل!!. وهكذا أيضاً في صومي، وفي سهري، وفي قراءاتي..!.

المسألة إذن شخصية بحتة. هي أنانية واضحة: أريد فيها أن أكبر في عيني نفسي على حساب صلتي بالله.!.

متى يأتي الوقت الذي لا أصلي فيه مزموراً واحداً، ومع ذلك أكون سعيداً لأني على الرغم من ذلك كنت ثابتاً في الله عن طريق آخر من العبادة أو غير العبادة.

هل أنا أصلي من أجل لذة ومتعة الحديث معك، وحلاوة الوجود في حضرتك، أم من أجل أن أكتسب فضيلة أصل بها إلى الحياة الأخرى؟ أم أنني أصلي لكي أتحدث معك حديثاً أطلب فيه تلك الحياة.؟. هل الصلاة في نظري هدف في ذاتها أم مجرد وسيلة؟.

إن كنت أثور على إنسان عطل خلوتي وصلاتي، ومن أجل الصلاة والخلوة أفقد سلامي الداخلي، وأفقد سلامي مع الناس، وبالتالي يتعكر قلبي وأفقد سلامي مع الله أيضاً، إذن فقد أصبحت الصلاة هدفاً لا وسيلة، وفي سبيل هذا الهدف قد أنحرف وأخطئ!!.

إن العبادة هي مجرد طريق يوصل إلى الله، ولكن الهدف هو الله ذاته. والمحبة طريق، والخدمة طريق، ولكن واحد هو الهدف، أعني الله … لماذا إذن نفقد الله من أجل المحافظة على الطريق الذي يوصل إليه؟!. ومن أجل أن يكون هذا الطريق في الوضع الذي تشتهيه؟!.

فلنحب الطريق لا لأنه شهي في ذاته _ وحقاً هو شهي_، وإنما لأنه يقودنا إلى الله. ولنسرع في الطريق ونعبره بسرعة لنصل إليه. والكمال هو أن يكون طريقنا إلى الله ذاته.. هو الطريق). {مجلة الكرازة السنة الأولى العدد 10 ص 6}.

هذا هو ما كتبه قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث موضحاً الخطأ الكبير الذي نسقط فيه إن نحن حولنا أنظارنا عن يسوع إلى أي شئ آخر. يسوع يا أخي هو الطريق. (يو6:14). وهو الصديق في الطريق. (أم24:18). وهو الباب. (يو9:10). وهو راعي الخراف. (يو11:10). وهو الكل في الكل. (1كو28:15).


ليت الرب يسكب من نعمته علينا لنزداد في كل عمل صالح. اسلك يا أخي مع المسيح بالإيمان خلال الأسرار والممارسات الروحية، فستجد في يسوع شبع نفسك وراحتها فهو الذي قيل عنه "طوبى لأناس عزهم بك. طريق بيتك في قلوبهم. عابرين وادي البكاء يصيرونه ينبوعاً. أيضاً ببركات يغطون مورة. يذهبون من قوة إلى قوة. يرون قدام الله في صهيون" (مز5:84-7).
  رد مع اقتباس