ثالثاً:- الممارسات الروحية
ونقصد بها الصلاة والصوم والكلمة أي دراسة الكتاب المقدس. فهذه كلها ليست فرائض أو واجبات وإنما هي وسائط نحصل بها على نعمة الله المخلصة كما سنرى.
1- الصـلاة:
بالصلاة ندخل إلى حضرة الله ونتقابل معه لنطلب منه كل ما نحتاج إليه فيعطيه لنا بنعمته. فقد وعدنا رب المجد قائلا "كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه" (مت22:21).
ففي الصلاة نطلب الغفران كما علمنا المسيح في الصلاة الربانية "اغفر لنا ذنوبنا … " (مت12:6).
وبها نطلب الملء بالروح القدس ليقدسنا فقد سجل الروح القدس حالات ملء بالصلاة فقال "ولما صلوا تزعزع المكان وامتلأوا من الروح القدس" (أع31:4). وهذا طبعاً غير حادثة عماد التلاميذ بالروح القدس يوم الخمسين المذكورة في الإصحاح الثاني من سفر الأعمال.
ولهذا فقد وضعت الكنيسة للمؤمنين أن يصلوا يومياً في الأجبية (كتاب الصلوات السبع) قائلين "أيها الملك السماوي المعزى روح الحق.. هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس..".
2- الصـوم:
هو أيضاً وسيلة أوجد بها في حضرة الله وأنحني أمامه في خضوع وتذلل ساكباً نفسي أمامه ليتحنن على ضعفى ويلبسني قوة من الأعالي، أهزم بها إبليس وجنوده فقد قال الرب "إن هذا الجنس لا يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم" (مت21:17). وفي الصوم ينسكب الروح القدس ليوجهنا ويهبنا القوة في الخدمة كما حدث مع التلاميذ في البداءة إذ يسجل كاتب سفر الأعمال ما يلي: وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس "افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما"(أع2:13،3).
3- الكلمـة:
دراسة كلمة الله تدخلني تواً في حضرة الله لأني في هذه الحالة اسمع لصوته مكتوباً فأكون على صلة مباشرة معه … وفي هذه الصلة ينسكب الروح القدس. هذا ما حدث فعلا إذ وقف بطرس الرسول ليتكلم بكلمة الله في بيت كرنيليوس فحل الروح القدس على الجميع كما يسجل سفر الأعمال قائلا "فبينما بطرس يتكلم بهذه الأمور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة" (أع44:10). وهذا هو عين ما قرره بطرس الرسول نفسه إذ قال: "فلما ابتدأت أتكلم حل الروح القدس عليهم" (أع15:11).
لهذا فنحن نقرأ كلمة الله لندخل في حضرته ونوجد على اتصال مباشر به لتسري نعمته فينا خلال كلمته المخلصة إذ قال عنها بولس الرسول "إنها قوة الله للخلاص"(رو11:1). وعندما ودع أهل أفسس قال لهم: "والآن استودعكم يا اخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثاً مع جميع المقدسين"(أع32:20).