ثالثـاً:- التمجيـد
يقول معلمنا بولس الرسول "متى أظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في المجد" (كو4:3). هذا هو التمجيد الذي سيحصل عليه المؤمن بالنعمة يوم ظهور الرب، حيث يتم قول الرسول "الذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضاً" (رو29:8،30).
هذا هو الرجاء الذي ينتظره المؤمن على أحر من الجمر "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح"(تى13:2). يوم يأتي ليخطف المؤمنين "لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب" (اتس16:4ـ18).
في ذلك اليوم تكون عطية النعمة لنا:
1- أجساد غير فاسدة:
فهذا الجسد الفاسد الذي كان سبب متاعبنا في نضالنا المرير ضد الخطية سيتغير إلى جسد غير فاسد. هذا ما وضحه بولس الرسول بقوله "هو ذا سر أقوله لكم. لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير. فانه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير. لأن هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد. وهذا المائت يلبس عدم موت. ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت إلى غلبة … ولكن شكراً لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح" (1كو51:15ـ57).
2- أجسـاد ممجـدة:
فأجسامنا هذه الترابية الفاسدة التي ألبستنا الهوان ستتغير إلى أجساد ممجدة، إذ يقول الرسول "إن سيرتنا نحن هي في السموات التي منها ننتظر مخلصنا هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده"(فى5:3،21). ويقول أيضاً "يزرع في فساد ويقام في عدم فساد. يزرع في هوان ويقام في مجد"(1كو42:15،43).
3- أجساد روحانية:
نحن الآن في أجساد مادية حيوانية، ولكن في ذلك اليوم ستكون أجسادنا روحانية كما قال الرسول بولس "يزرع جسما حيوانياً ويقام جسما روحانياً. يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني ... لكن ليس الروحاني أول بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني."(1كو44:15،46).
4-أجساد كجسد المسيح السماوي:
يقول يوحنا الحبيب "أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سيكون. ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" (1يو2:3). ويضيف بولس الرسول قائلا "كما لبسنا صورة الترابي (آدم) سنلبس أيضاً صورة السماوي (المسيح)" (1كو49:15).
هذا هو عمل النعمة البحت ولا دخل للإنسان في ذلك، فالرب نفسه هو الذي سيغير أجسادنا يوم مجيئه بعمل نعمته ولهذا يقول معلمنا بطرس الرسول "فالقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح" (1بط13:1).
وعندما نلبس الأجساد غير الفاسدة الممجدة الروحانية التي هي كجسد المسيح السماوي نستطيع أن نتمتع بشخصه المبارك وبالحياة معه في المجد.
هذا هو عمل النعمة الفائقة.(2كو14:9). من تبرير وتقديس وتمجيد "فشكراً لله على عطيته التي لا يعبر عنها"(2كو15:9).