عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 06 - 2016, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,348,588

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

إيضاحـات هامـة:

بعد أن عرفت هذا بخصوص القداسة يجب أن نستوضح بعض النقاط حتى لا تفشل في حياتك. وهذه النقاط هي القداسة والعصمة، ثم القداسة والتجربة.


1- القداسة والعصمة:

لا تظن يا أخي أن القداسة هي العصمة من الخطية، فلا يوجد سوى الله وحده المعصوم منها. أما القداسة فهي الحالة التي يكون فيها المؤمن محصناً بقوة الله ضد الوقوع في الخطية كما يقول بطرس الرسول "أنتم الذين بقوة الله محروسون" (1بط5:1). ولكنه بلا شك هو معرض للسقوط في أية لحظة إن تهاون في حياته، أو نظر إلى وراثة.. فان أسمي درجات النعمة لا تجعل الإنسان غير قابل للسقوط … فمهما وصلنا من درجات الاختبار في النعمة، فان إمكانية الوقوع في الخطأ ملازمة لطبيعتنا، إلى أن نخلص من هذا الجسد الفاسد بمجيء الرب يسوع في مجده ويغير أجسادنا.

وتعرضنا للسقوط ناتج من أن الله عندما قدسنا وجدد قلوبنا لم يسلبنا حرية الإرادة وإلا أصبحنا كالحيوان. فحيث أن إرادتنا موجودة فينا إذن فالإرادة معرضة لقبول عروض الشيطان بالخطية وما لم يحذر المؤمن ويظل مخضعاً إرادته لإرادة الله، ومشيئته لمشية سيده، يعرض نفسه لخطر السقوط في الخطية، ويحتاج الأمر إلى إعادة خطوات التقديس معه. وجميل جداً أن تعرف أنه من صفات القداسة أنك إن سقطت تقوم في الحال وتنتفض، وتعود إلى حضن أبيك، ولسان حالك يقول للخطية "لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقط أقوم. إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي.. سيخرجني إلى النور سأنظر بره. وترى عدوتي فيغطيها الخزي" (ميخا8:7ـ10). تقوم وتأتى إلى الله عالماً أن لك في دم الصليب كفارة، وفي قلب يسوع مكانة.



2- القداسـة والتجـربة:

إذ أن القداسة ليست هي العصمة من الخطية، لهذا فالمؤمن معرض للتجربة مهما حصل على اختبارات النعمة، ومهما نما في معرفة مخلصه ومهما تقدم إلى الأمام في حياته الروحية.

والتجربة هي عرض الخطية على المؤمن لمحاولة إسقاطه فيها. وليس في ذلك خطية إن كان المؤمن لا يستجيب لهذا العرض بل يرفضه. وهناك تجارب أخري يشنها إبليس ضد أولاد الله. ومن هنا نجد أن حياة المؤمن هي حرب دائمة مع قوي الشر. وهذه الحرب على مرحلتين.

( أ ) مرحلـة أوليـة:

(وهي الحرب الداخلية) في بداية حياة المؤمن الروحية. وتكون الحرب عنيفة والصراع مرير. صورها نيافة الأنبا إغريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي يقول: (لاحظوا أن الكلام الذي قاله الرسول بولس "الروح يشتهى ضد الجسد والجسد ضد الروح". فانه يصف فيه مرحلة أولية من حياة التوبة ليعبر فيها الرسول عن مرحلة (التماس) بين حالة الخطية وحالة التوبة. هذه هي المرحلة التي يكون فيها الإنسان قد خرج من حالة الخطيئة ودخل في حالة النعمة. هنا في هذه المرحلة يكون الإنسان في حالة حرب شديدة، قوة تشده من هنا وأخرى تشده من هناك. إنما هذه الحالة لا تستمر طويلا، هذا النزاع بين الروح والجسد لا يستمر طويلا. بل شيئاً فشيئاً يبدأ الإنسان في حالة النعمة ودخوله في دائرة الفضيلة يعلوا شيئاً فشيئاً عن مرحلة التماس، ويعلوا على مرحلة الصراع. ولا تكون الخطية بعد جذابة ولا يكون لها إغراء. وقد تحاول الخطيئة أن تدخل إلى حياة التقي أو القديس ولكن عن بطريقة غير واضحة – تدخل إليه مستورة. تدخل إليه لابسة لباساً غير لباسها، لأن يوم تدخل الخطية بلباسها الحقيقي تكون شنيعة جداً في نظر القديسين). (مفهوم الخلاص في الكنيسة الأرثوذكسية ص19،20 نيافة الأنبا إغريغوريوس).

(ب) مرحلـة متقدمـة:

(وهي الحرب الخارجية) وهي وإن كانت في مظهرها أعنف من الأولى، إلا أنها في حقيقتها أهون منها، لأن ميدانها خارج حدود النفس إذ انتقل العدو إلى خارج وأصبحت هجماته كصرخات اليأس. وتتخذ الحرب صورة أخرى، فبعد أن كانت في المرحلة الأولي محاربات شهوة وخطية، تكون في هذه المرحلة (أي الحرب الخارجية) عبارة عن اضطهادات، ومضايقات وشدائد.. وربما تصل إلى الضرب والسجن وقتل الجسد.. وهي في صورتها صعبة ولكن في حقيقتها هينة ولذيذة جداً لنفس المؤمن لأنها من جهة فهي لا تمس الروح، ومن جهة أخري هي شركة آلام رب المجد. فبولس الرسول يقول "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات"(فى10:3). ولهذا نراه يقول "لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضروريات والاضطهادات لأجل المسيح".(2كو10:12).


وقد تكلم أيضاً نيافة الأنبا إغريغوريوس أسقف الداسات والبحث العلمي فقال: (وربما يصل الإنسان في حالة الفضيلة إلى مرحلة معها تسقط عنها الحرب الداخلية لكن ليس معنى ذلك أن الإنسان يصل إلى مرحلة تسقط عنه كل الحروب، فالروحانيون حربهم في الغالب أصبحت حرباً خارجية. بعد أن يكونوا بالمجاهدات الروحية قد طردوا الشهوات من حياتهم ووصلوا إلى مرحلة الاتحاد بالله، وبعد أن يكونوا قد وصلوا إلى الإماتة بأن يموت الإنسان عن نفسه ويصل إلى المرحلة التي عبر عنها الرسول "فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في " يكون قد مات بمعنى الإماتة الجسمانية، هذه الإماتة، فعل الإماتة معناه أن يموت الإنسان نهائياً عن رغباته فتسقط عنه كل شهوة وتصبح إرادة الله هي إرادته ومشيئة الله هي مشيئته وتصبح شهواته كلها صالحة. إن كبار الروحانيين يصلون إلى هذه المرحلة فمعها تسقط الحرب الداخلية ولكن مع هذا تكون هناك حرب من الخارج. والشيطان يحاربهم عن طريق مشورات خارجية لكنها قد لا تكون لها أثر عليهم، وأيضاً عن طريق الاضطهادات، أو عن طريق الحروب، أو عن طريق المعاكسات من الناس، أو معاكسات من أي قوة خارجية، أو أنواع من الضيق والشدائد التي يقعون فيها، أو أنواع من الظلم الذي يصيبهم من الناس. ممكن أن يصل كبار الروحانيين إلى مرحلة معها تسقط عنهم الحروب الداخلية أو على الأقل تقل جداً إلى الدرجة التي تصبح معها تكاد أن تكون معدومة … ولكن مرة أخرى لا يفهم هذا أن الإنسان يصل إلى حالة العصمة.) {المرجع السابق صفحة 20،21.}

هذا عن عمل النعمة في المرحلة الثانية من حياة المؤمن وهي التقديس. بقي أن نعرف المرحلة الثالثة عن عمل النعمة وهي:
  رد مع اقتباس