كثيرون من المسيحيين يظلون متمسكين بشيء عزيز في حياتهم بينما الروح القدس يطلب منهم تركه حتى يحصلوا على البركة، ربما يكون الشيء الذي تمسكه عن المسيح زهيداً جداً، وتقول أن الله لا يطلب هذا الأمر الزهيد، ولكن هذا الأمر الزهيد هو القلعة التي تحصنت فيها الخطية، وسيظل هذا الأمر الزهيد علة النزاع والصراع في حياتك. ربما يكون هذا الشيء الزهيد هو اهتمامك بنوع من أنواع الزينة يا أختي، أو التمسك بعادة معينة يا أخي تصر على الاستمرار فيها، أو صلة مع آخرين لا تريد قطعها. ولسان حالك يقول استلم يارب كل شيء، ولكنك تحتـفظ بهذا الأمر البسيط لأنك تحبه وتتعلق به، ولكن اسمع ماذا يقول المرنم: "إن راعيت إثماً في قلبي لا يستمع لي الرب" (مز18:66).
ولكن أعلم يا أخي أنه قبل مجيء البركة يجب أن يكون هناك تسليم تام كامل بدون قيد أو شرط. قال أحد القديسين "اترك الكل تأخذ الكل". عندما تسلم الإرادة القلعة الأخيرة حينئذ يحل المسيح بملء حياته بدل حياة الذات القديمة، فيتأكد المؤمن حينئذ أنه ميت عن الخطية وحي في الله بالمسيح يسوع.
خلاصـــة:
رأيت يا أخي شقيّ التقديس فالإنسان يقبل باختياره إماتة ذاته، ويعتزل عن مجالات الخطية، ويقبل تكريس نفسه للمسيح، فهو بهذا العمل الثلاثي الاختياري يسلم نفسه لله. والله من جانبه يعمل فينا مقدساً ذواتنا، فيعطينا القلوب الجديدة التي تبغض الخطية وتحتقرها، وتحب المسيح وتتعلق به، ثم ينقي ذواتنا من شوائب الشرور، ويسكب فينا روحه القدوس ليتسلم قيادة حياتنا في موكب النصرة. "فشكراً لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معروفة في كل مكان"(2كو14:2).