وعمل النعمة في التقديس يشمل:
( أ ) التجديد:
التجديد هو أول خطوة في التقديس، فلا يمكن أن توجد قداسة بدون تجديد القلب. فان محاولات تهذيب النفس العتيقة عملية فاشلة. لهذا لزم تجديد الطبيعة كلية. وهذا التجديد هو عمل النعمة البحت، إذ يقول الكتاب "لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى5:3). وهذا التجديد يحدث كما هو واضح في المعمودية. ولكن بعد أن يخرج الإنسان من المعمودية يكون عرضة للسقوط وبهذا يعود قلبه إلى حالة الفساد بسب الخطية الجديدة. ومن أجل ذلك يحذرنا بولس الرسول قائلا: "من يفسد هيكل الله فسيفسده الله"(1كو17:3). وبطرس الرسول أيضاً يقول:"هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة."(2بط4:1).
وبناء على ذلك فقد قرر الآباء في مجمع قرطاجنة أن "دموع التوبة معمودية ثانية" أي أنها تجدد القلب من الفساد الذي لحق به بعد المعمودية. ومن أجل ذلك أيضاً رتبت الكنيسة أن نصلى في كل صلاة من السبع صلوات اليومية قائلين في المزمور "قلباً نقياً اخلق في يا الله"(مز10:51).
فان كان قلبك قد أفسدته الخطية اطلب من الروح القدس أن يجدده مرة أخري.