هذا هو مقام المؤمن أمام الله، معتبر قديس في المسيح، لأنه أخذ مقام المسيح الذي قد أخذ كل موقف الإنسان المدان (إذ صار خطية لأجلنا) وأعطاه موقفه الكامل من بر وقداسة (لنصير نحن بر الله فيه) (وصار لنا بر وقداسة).
إن مقامنا السامي هذا لا يقودنا إلى الكبرياء،بل إلى التواضع إذ أن هذه الامتيازات لم يحصل عليها المؤمن بأعماله، وليست هي من ذاته، وإنما هي نعمة موهوبة مجاناً. لهذا قال القديس يوحنا ذهبي الفم (يقود بولس الرسول أهل كورنثوس إلى الاتضاع إذ يظهر لهم أن اعتبارهم قديسين ليس هو نتيجة أعمالهم الصالحة، بل نتيجة محبة الله المترفقة).
(N.P.F.1st. Ser. Vol 12. P. 3). .
ويقول بولس الرسول أيضاً في هذا الصدد"أين الافتخار. قد انتفى. بآي ناموس (تبررنا) أبناموس الأعمال؟. كلا. بل بناموس الإيمان"(رو24:3-28).
ومقامنا السامي هذا هو مصدر تعزية وقوة مشجعة في نضالنا المقدس وحربنا الروحية. فان من أكبر المفشلات، أن يشغلنا الشيطان بحالتنا الردية وحياتنا الضعيفة، ويحاول أن ينسينا مقامنا السامي في المسيح، فهذا كفيل بأن يؤدى إلى الخيبة والفشل.
كما أن هذا المقام السامي يقودنا إلى الحرص والحذر في كل ما نفتكر أو نتصرف أمام الله والناس، بما يتناسب مع مقامنا ويطابق مركزنا. وهذا هو المبدأ الذي يجب أن نسير عليه دوما.