قصــة:
تعاملت النعمة مع أحد الخطاة حتى سقط تحت التبكيت، واعتراه الحزن واليأس. وفي الليل كشف الرب عن عينيه ليرى هذه الرؤيا … نظر فوجد أمامه لوحة كبيرة سوداء. ولما اقترب منها عرف أن ما كتب عليها بالأسود هي خطاياه الكثيرة. فصار يبكى وينتحب. وبينما هو على هذا الحال، إذ به يرى يداً مثقوبة تسيل بالدماء وتسير على اللوحة من فوق إلى أسفل، فلاشت كل ما كان مكتوباً عليها، وصارت بيضاء كالصوف النقي. وقد كتبت عليها "محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك" وقام من نومه وإذا بشمس الأحد تمزق ستائر الظلام، فأسرع إلى الكنيسة وتقدم إلى أبيه الروحي الذي قدمه إلى سر الشركة المقدسة بعد أن استمع إلى اعترافه وأعطاه الحل من خطاياه. وصار له سلام في الداخل "وفرح لا ينطق به ومجيد" (1بط8:1).
(جـ) عدم حسبان خطايانا علينا:
تأمل يا أخي هذا الامتياز المدهش فالله لا يستر خطايانا فقط، ولا يمحوها فحسب، بل ما هو أعظم من ذلك، إذ أنه لا يحسبها علينا مطلقاً. فمعلمنا بولس الرسول يقول "إن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم" (2كو19:5).
كيف يكون هذا؟ ولماذا لا يحسبها الرب علينا مع أننا نحن قد ارتكبناها؟ إن السبب في ذلك هو أن خطايانا قد حسبت على المسيح شخصياً. كما يقول أشعياء النبي "كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا"(أش6:53). وبولس الرسول يقول "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه"(2كو21:5).
أنسيمس العبد:
أنسيمس هذا كان عبداً عند أحد تلاميذ بولس الرسول ويدعى فليمون. سرق هذا العبد بعض الأموال من سيده وهرب. ثم تقابل مع بولس الرسول وتجدد على يديه معترفا بخطاياه تائباً عنها. فكتب بولس الرسول رسالة إلى فليمون وسلمها لأنسيمس لتوصيلها. وقد كتب فيها "إن كان (أنسيمس) قد ظلمك بشيء، أو لك عليه دين. فاحسب ذلك على. أنا بولس كتبت بيدي أنا أوفي" (فليمون18). فهل بعد هذا يعود فليمون ويطالب أنسيمس بالدين؟ كلا. فقد دفعه بولس، ونحن نعلم أن الدين لا يدفع مرتين.
هذا ما صنعه يسوع معنا، فإذ كنا مديونين للعدل الإلهي وفًّي يسوع الدين كله على خشبة الصليب. فلا يحسب الرب علينا خطية.