أولاً:- التبريـر
للتبرير اتجاهان : تبرير أمام الله، وتبرير أمام الناس.
1- التبرير أمام الله
وهو من عمل النعمة البحت ولا دخل لعمل الإنسان في تبريره أمام الله، فما عليه إلا أن يتوب ويثق في بر المسيح حتى ينال هذه النعمة. والتبرير أمام الله نعمة فائقة تشمل:
( أ ) ستر خطايانا: أي مغفرتها. فكلمة ستر هي نفس كلمة (غفر).{كتاب صلاة الشكر لقداسة الأنبا شنوده الثالث ص19}
ففي صلاة الشكر نرفع قلوبنا لله شاكرة نعمته (لأنه سترنا) أي غفر خطايانا. وغطاها فلم تظهر أمام العدل الإلهي.
وعن هذه النعمة قال الكتاب "طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم" (رو7:4). فالغفران إذن هو ستر خطايانا بحجاب الفادي، فيغض الله الطرف عنها لأن المسيح "كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم" (1يو2:2).
(ب) محو خطايانا: فالتبرير لا يشمل فقط الغفران بمعنى ستر الخطية فحسب، وإنما يشمل أيضاً محوها وهذا من عمل النعمة أيضاً إذ يقول داود النبي "استر وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي" (مز9:51). وقال الرب عن لسان أشعياء النبي "قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك" (أش22:44). وأيضاً "أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي، وخطاياك لا أذكرها" (أش25:43). وهذا أيضاً هو عين ما وضحه بطرس الرسول إذ قال "توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم" (أع19:3). وبولس الرسول يصف عمل المسيح الفدائي بقوله "محا الصك الذي علينا" (كو14:2).
ونعمة محو خطايانا تتم في دم المسيح إذ يطهرنا من كل خطية "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم"(1يو9:1).
فشكراً لله على هذه النعمة العظيمة.