عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 06 - 2016, 07:35 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,348,588

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

ولكن ليس معنى هذا أن الذي يخلص بالنعمة لا يهتم بالأعمال الصالحة. فبولس الرسول إذ قال: "لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا" (تي5:3). أكمل حديثه قائلاً: "وأريد أن تقرر هذه الأمور لكي يهتم الذين آمنوا بالله أن يمارسوا أعمالا حسنة" (تي8:3). بل علي العكس فإن من يخلص بالنعمة يخلق خليقة جديدة فيترك أعماله الشريرة ويسلك في أعمال صالحة.



لهذا فقد حرص بولس الرسول أيضاً بعد قوله:"بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد". (أف8:2،7) ...

أكمل قائلا "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها." (أف10:2).

ومن أجمل ما قاله بولس الرسول: "لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن نكرر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر." (تى11:2،12).



فغاية ما نريد أن نوضحه أن الخلاص لا يكون بواسطة أعمالك فأعمالنا لا تستطيع أن توفي عذل الله وذلك لأنه:

إذ أخطأنا إلى الله غير المحدود صارت خطيتنا غير محدودة

والخطيـة غيـر المحــدودة تستلزم عقوبة غير محدودة

والعقـوبة غيـر المحــدودة تحتاج لكفارة غير محدودة



وأعمالنا الصالحة مهما كانت فهي محدودة. لهذا فهي لا تستطيع أن تكفر عن خطيتنا غير المحدودة.

فمن ذلك نستخلص أنه لا توجد كفارة لخطايانا سوى المسيح غير المحدود الذي يخلصنا من عقوبة خطايانا الغير محدودة "ليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص." (أع12:4).

هذا ولا يمكن أن تكون هناك مغفرة للخطايا بدون سفك دم كما يقول الكتاب "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). والأعمال البشرية ليس فيها سفك دم! حتى وإن سفك الإنسان دماً،كأن يقدم ذبيحة حيوانية، فهذا أيضا لا يصلح لمغفرة الخطايا إذ يقول بولس الرسول "لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا" (عب4:10). أما الذبائح الحيوانية قديماً فكانت رمزاً لذبيحة المسيح علي الصليب، فماعدا الذبائح الحيوانية في العهد القديم قيمة في غفران الخطايا.



فمن هذا يتضح لنا أن الأعمال البشرية مهما عظمت لا تستطيع أن تكفر عن أية خطية مهما صغرت. فلا يوجد سوى "وسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع" (1تى5:2،6).

فشكراً لله الذي إذ وجد أن أمر خلاصنا يتطلب سفك دمه، بذل ابنه الوحيد ليتمم لنا هذا العمل الجليل.



كان هذا عن استحالة الخلاص من قصاص الخطية بواسطة أية أعمال بشرية. أما بخصوص الخلاص من سلطان الخطية وقوتها، التي كثيراً ما يشكو منها الجميع فنقول أيضاً أن الأعمال البشرية لا تستطيع أن تخلص منها.



كثيرون يقولون إننا نؤمن أن المسيح غفر خطايانا، وأنه مستعد أن يغفر كل زلاتنا، ولكن ما يحزننا هو عدم استطاعتنا السلوك بالقداسة. فكلما حاولنا أن ننتصر نجد أنفسنا ساقطين تحت سلطان الخطية تماماً كما قال بولس الرسول "الإرادة حاضرة عندي وإما أن أفعل الحسنى فلست أجد" (رو18:7). وهذا هو ما يفشلنا من الحياة مع المسيح.



أقول لك يا أخي إن محاولة تهذيب نفسك بالوسائل المختلفة، لا يجدي نفعاً مع طبيعتنا الفاسدة الساقطة، إذ سرعان ما تعود النفس إلى قيئها. يتضح ذلك من القصة الآتية التي قرأتها في بستان الروح.
  رد مع اقتباس