2- رموز الفداء:
كثيرة هي الرموز التي تشير إلى الفداء نقتصر على بعض منها:
( أ ) ذبيحة آدم:
يقول الكتاب "وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصه من جلد وألبسهما"(تك21:3). ولاحظ يا أخي قوله (صنع) ولم يقل (خلق) فلابد وأن يكون هناك ذبيحة دموية، ثم أخذ جلدها وصنع منه أقمصة لسترهما. أليس هذا هو أول رمز لذبيحة المسيح الذي صنع الرب من ثوب بره أقمصة لستر عيوبنا "ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر"(أش10:61).
(ب) ذبيحة هابيل:
قدم قايين قربانا للرب من أثمار الأرض (تك3:4). وقدم هابيل من أبكار غنمه تك4:4). فسر الرب بذبيحة هابيل، لأنها ترمز إلى الفداء إذ أنه مكتوب "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). أما تقدمة قايين فقد رفضت لأنها ليست ذبيحة دموية.
(ج) ذبيحة إسحاق:
لقد أمر الرب إبراهيم بأن يقدم ابنه اسحق محرقة، وعندما هم أن يذبحه، إذ بالرب يقول له "لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكاً في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن ابنه" (تك9:22-13).
ففداء اسحق رمز إلى فداء المسيح للبشرية من حكم الموت المسلط على رقابهم. وهكذا يقول الرسول "الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا" (رو8:5).
(د) ذبيحة الفصح:
حدث في الليلة التي أخرج فيها الرب شعبه من أرض مصر، جال الملاك المهلك ليضرب كل بكر في أرض مصر، أما أبكار بنى إسرائيل، فقد أمر الرب بأن يفدوهم بذبح خروف ورش دمه على الباب (على القائمتين والعتبة العليا) حتى إذا مر الملاك يعبر ولا يهلك البكر الذي في داخل هذا البيت (خروج12).
فكان هذا الخروف رمزاً إلى فداء المسيح للبشرية، إذ برش دمه على القلوب تنجو من ضربة الهلاك.
(هـ) ذبائح الناموس:
لقد حدد الناموس أنواع ذبائح مختلفة يقدمها رئيس الكهنة. والكهنة والرؤساء والشعب عن خطاياهم، منها ذبائح المحرقة وذبائح السلامة، وذبائح الخطية، وذبائح الإثم(لاوين7:1) علاوة على الذبائح اليومية وذبائح السبوت، وذبيحة الفصح، وذبيحة الكفارة، وذبيحة عيد المظال (لاوين23،عدد28،29).
وهذه الذبائح جميعها ترمز إلى ذبيحة المسيح لأجل خلاص العالم.
(و) الحية النحاسية:
أمر الرب موسى النبي أن يصنع حية من نحاس ويعلقها على راية لينظر إليها كل من لدغته الحيات المحرقة بسبب تذمرهم في البرية، ومن نظر إليها بإيمان يشفى في الحال، ويخلص من الموت (عدد4:21-9).
وفي هذه الحية رمز واضح للمسيح فقد أشار رب المجد صراحة إلى ذلك إذ قال "وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." (يو14:13،15).