تدبـير الخـلاص

أولاً :- إشـكال خطيـر .
ثانياً :- حـل وحـيـد .
ثالثاً :- خطـة حكيـمة .
تقـديـم
هل من ضرورة للخلاص؟
لو لم يكن الله محبا، ما كان هناك ضرورة للخلاص. إذ أن حكمه قد صدر على الإنسان بالموت: "يوم تأكل منها موتاً تموت". فكان من الممكن أن يخلق الله جنساً آخر عوض ذلك المائت تاركا إياه يقاسى حمم جهنم الأبدية.
ولكن الله في محبته الفائقة للإنسان أشفق عليه، ولم يرتض أن يتركه يعانى أوجاع الموت، بل أراد أن ينقذه من لهيب الجحيم، فدبر له طريق الخلاص. وهذا هو التدبير الذي كشفه الروح لبولس الرسول فقال: "إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شئ في المسيح ما في السموات وما على الأرض في ذاك الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً معينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شئ حسب رأى مشيئته" (أف9:1-11).
والواقع أن تدبير الخلاص يصطدم بإشكال خطير ويستلزم حلاً عادلاً فكانت خطة الله الحكيمة للخلاص.
أولاً:- إشكال خطير
ينشأ هذا الإشكال بسبب وجود صفتين متميزتين في ذات الله، هما صفة العدل وصفة الرحمة، والاحتياج إلى للتوفيق بينهما بشأن خلاص الإنسان. فعندما نبحث هذا الإشكال بخصوص هاتين الصفتين: العدل والرحمة.