4- ثياب مغسلة في الدم:
لعلك قد عرفت يا أخي أن دم المسيح هو الوسيلة الوحيدة للخلاص من قصاص الخطية وعقوبتها، ولعلك اغتسلت في هذا الدم فابيضت ثيابك من أدناس الخطية لتستحق أن تقف أمام العرش الإلهي.
تأمل ما كتبه يوحنا الرائي في هذا الصدد:
"بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطيع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض وفي أيدهم سعف النخيل. وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف.. وأجاب واحد من الشيوخ قائلا لي: هؤلاء المتسربلين بالثياب البيض من هم؟ ومن أين أتوا؟
¨ فقلت له: يا سيد أنت تعلم.
¨ فقال لي: هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم في دم الخروف. من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمونه نهاراً وليلا في هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم".(رؤ9:7-15).
إن ثوب البر الذي تلبسه يا أخي كثيراً ما يتسخ أثناء اجتيازك في الضيقة العظيمة بأدناس الخطية، ولا توجد وسيلة أخرى تغسل هذه الادناس إلا دم المسيح "الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه" (رؤ5:1).
كم أخشى يا أخي أن تعتبر حديثي هذا عن الدم من قبيل الحديث عن حادثة تاريخية انقضى عليها حوالي ألفي عام .. دون أن تكون قد اتخذته رسالة حية لك الآن لتثق لا بعقلك بل بقلبك في عمل هذا الدم لك شخصياً.