وقد جاء النبطيون بعد الأدوميين وأسسوا حضارة عظيمة استمرت قروناً? ولكن الله قال أن أدوم ستصير خراباً? واليوم نجد أن أدوم صحراء? تحقيقاً حرفياً للنبوة. لقد كان مسرحها يسع أربعة آلاف متفرج? لكنها اليوم خراب كامل? تتغطّى أرضها بأعمدة محطمة وأحجار مبعثرة? تختفي فيها العقارب والثعابين والسحالي وتسكنها البوم. لقد قال بركهارت إنه لم يعرف الخوف في حياته حتى زار البتراء? عندما زعقت فيها بنات آوى ليلاً. إن الأحجار التي كانت قصوراً عظيمة أصبحت مبعثرة يحيط بها العوسج والأشواك ـ أش 34: 10-14? إرميا 49: 16 ـ .
أنك عندما ترى البتراء تشعر بالرهبة والتواضع? فقد سقطت العظمة والقوة وصارت حطاماً موحشاً. ويقول ألكسندر كيث: أود لو أن المتشكك وقف حيث وقفت أنا بين أحجار وخرائب هذه المدينة العظيمة? وفتح الكتاب المقدس ليقرأ ما خطه الأنبياء عن مصير هذه المدينة العظيمة. إنني أتخيل وجهه يشحب وشفتيه ترتعشان وقلبه يرجف من الخوف? فإن المدينة تصرخ بصوت قوي عال وكأنها ميت قام من الأموات! وقد لا يؤمن المتشكّك بكلمات موسى والأنبياء? لكنه لا بد يؤمن وهو يرى كتابة أصبع الله على الخراب المحيط به! ـ 54 ـ .