وفي الرسالة إلى رومية المكتوبة في كورنثوس يقول بولس إن أراستس هو خازن المدينة (رومية 23:16). وعند الحفر في كورنثوس عام 1929 وُجد شاهد رخامي يقول: "أراستس المشرف على المباني العامة أرسى هذا على نفقته الخاصة".
ويرجع تاريخ الشاهد إلى القرن الأول الميلادي، والأرجح أن أراستس هذا هو نفسه الذي ذكره بولس (15).
وقد وُجد في كورنثوس شاهد رخامي آخر يقول: "مجمع العبرانيين" ولعله كان على باب المجمع الذي حاجَّ فيه بولس (أعمال 4:18-7). وهناك شاهد آخر مكتوب عليه "الملحمة" التي ذكرها بولس (1 كورنثوس 25:10).
وكم نشكر علماء الحفريات الذين كشفوا معظم المدن القديمة التي وردت أسماؤها في سفر الأعمال. ونتيجة لذلك يمكن أن نتابع كل رحلات بولس.
ويتحدث لوقا عن شغب جرى في أفسس، وعن "محفل" في مسرح المدينة (أعمال 23:19). وقد وُجدت هناك كتابة تتحدث عن تمثال أرطاميس (ديانا) الفضي الذي وُضع في المسرح خلال "المحفل". وقد وُجد أن المسرح (عند الحفر عنه) يسع 25 ألف شخص! (36).
ويتحدث لوقا عن شغب آخر جرى في أورشليم لأن بولس أدخل أممياً إلى الهيكل (أعمال 28:21). وقد وُجدت كتابة باللغتين اليونانية واللاتينية تقول: "ممنوع دخول الأجانب عبر هذا الحاجز المحيط بالهيكل وما يتبع. وكل من يُقبَض عليه داخل الحاجز سيكون هو الجاني على نفسه بعقوبة الموت". وهذا أيضاً يبرهن ما قاله لوقا (36).
وقد كان هناك شك في استخدام لوقا لبعض الكلمات، فهو يقول إن فيلبي جزء من مقاطعة مكدونية. ويستعمل لوقا كلمة يونانية هي “Meris” التي تعني جزءاً أو منطقة. وقد احتج هورث على استعمال لوقا لهذه الكلمة قائلاً إنها لا تعني "مقاطعة". ولكن الحفريات برهنت على أن هذه الكلمة تصف أقسام المقاطعة، وهكذا برهنت الحفريات على دقة لوقا (29).