(أ) أن مخطوطات الكتاب المقدس أكثر جدا من مخطوطات أي كتاب قديم آخر.
(ب) أن تاريخ المخطوطات الموجودة عندنا قريب جداً من تاريخ كتابة النص الأصلي، إذا قارنا ذلك بأي مخطوطة أخرى لأي كتاب قديم.
ويقول العلاّمة ف. هورت الذي قضى 28 سنة في دراسة نصوص العهد الجديد: "إن هذه الكثرة من مخطوطات العهد الجديد والتي يعود الكثير منها إلى العصور الأولى التي تكاد تتصل بتاريخ كتابة النص الأصلي، تجعل نص العهد الجديد يقف فريداً بين كل الكتابات الكلاسيكية القديمة، ولا تدانيه في ذلك أيّة كتابات أخرى".
ويقول جرينلي: "لما كان العلماء يقبلون الكتابات الكلاسيكية اليونانية القديمة، رغم أن النسخة الموجودة عندنا منها كُتبت بعد تأليف النسخة الأصلية بألف سنة، أو أكثر، فمن الواضح أننا نقْدِر أن نعتمد على ما عندنا من العهد الجديد اليوم بثقة كبيرة".
ويقدِّم العالمان جيسلر ونيكس المقارنة التالية: أكثر الكتب القديمة من جهة المخطوطات الموجودة عندنا اليوم هو العهد الجديد، ومن بعده الألياذة (634 مخطوطة) وكانت الألياذة والعهد الجديد تُعتبران كتباً "مقدسة". في العهد الجديد عشرون ألف سطر، وفي الألياذة 15600 سطر. من العهد الجديد 400 كلمة (أو أربعون سطراً) موضع شك، بينما 764 سطراً من الألياذة موضع شك - 5% من الألياذة موضع شك، بينما أقل من نصف النصف في المائة من العهد الجديد موضع شك. ولكن "المهابهاراتا" الهندية لاقت فساداً أكثر، فمِن أصل 250 ألف سطر فيها نحو 26 ألف سطر موضع شك (أكثر من 10%) (2).
ومن حسن الحظ أنه في حالة وجود هذه الكثـرة الهائلـة من المخطوطــات يسهل الوصول إلى النص الأصلي - (أنظر الرسم) فمن المخطوطات 16-26 يمكن الوصول إلى المخطوطة (1) - أي المخطوطة الأولى.