قال محررو الترجمة الإنكليزية المعروفة (r.s.v.) في مقدمتهم لترجمتهم: "يتضح للقارئ المدقق من ترجمتنا عام 1946، وترجمتي عام 1881 و 1901 أن تنقيح الترجمة لـم يؤثر على أية عقيدة مسيحية، لسبب بسيط وهو أن آلاف "القراءات المختلفة" لـم تستدعِ أي تغيير في العقيدة المسيحية".
إن آلاف المخطوطات القديمة الموجودة من العهد الجديد، مع سيل المخطوطات الأخرى التي تُكتشف، تؤكد لنا أن العهد الجديد قد تـم نقله لنا بأمانة كاملة، تطمئننا تماماً على العقيدة المسيحية - وأن اعتمادنا على العهد الجديد - على أساس علمي - أقوى من اعتمادنا على أية مخطوطة قديمة أخرى!
وقال الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه "حياة المسيح" (كتاب الهلال - يناير 1958):
"ليس من الصواب أن يُقال إن الأناجيل جميعاً عُمدة لا يُعوَّل عليها في تاريخ السيد المسيح، لأنها كُتبت عن سماع بعيد ولـم تُكتب عن سماع قريب في الزمن والمكان، ولأنها في أصلها مرجع واحد متعدد النَّقَلة والنسَّاخ، ولأنها رَوَت من أخبار الحوادث ما لـم يذكره أحد من المؤرخين، كانشقاق القبور وبعث موتاهم وطوافهم بين الناس وما شابه ذلك من الخوارق والأهوال.
وإنما الصواب أنها العُمدة الوحيدة في كتابة ذلك التاريخ، إذ هي قد تضمنت أقوالاً في مناسباتها لا يسهل القول باختلافها، ومواطن الاختلاف بينها معقولة مع استقصاء أسبابها والمقارنة بينها وبين آثارها. ورفضها على الجملة أصعب من قبولها عند الرجوع إلى أسباب هذا وأسباب ذاك.
فإنجيل متّى مثلاً ملحوظ فيه أنه يخاطب اليهود ويحاول أن يزيل نفرتهم من الدعوة الجديدة، ويؤدي عباراته أداء يلائم كنيسة بيت المقدس في منتصف القرن الأول للميلاد.