خامساً : فريد في تعاليمه :
1 - فريد في تعاليمه النبوية. قال ولبر سميث، الذي قرأ بضعة آلاف من الكتب، إن هناك اتفاقاً عاماً على أن هذا الكتاب أعظم ما كُتب خلال الخمسة آلاف سنة. فهناك نبوّات متعددة عن الناس والدول والمدن، وعن مجيء شخص هو "المسيّا". ولقد كان عند الأقدمين طرق مختلفة لمعرفة المستقبل، ولكننا لا نجد في كل الآداب اليونانية أو اللاتينية (رغم أنهم يستعملون كلمة نبي ونبوة) أية نبوة هامة صادقة حدثت تاريخياً، كما لا نجد بها أي نبوة عن المخلّص الآتي لينقذ العالـم (10).
2 - فريد في تاريخه. من سفر صموئيل الأول إلى سفر أخبار الأيام الثاني نجد تاريخ بني إسرائيل عبر نحو خمسة قرون. فقد كان اليهود عباقرة في تسجيل تاريخهم، كما أن العهد القديم هو أقدم وثيقة تاريخية. ويقول ولبر سميث: "تعلو الأمة اليهودية على سائر الأمم في تسجيل تاريخها بوضوح معطية سلسلة الأنساب. ونحن لا نجد في كتابات مصر أو بابل أو أشور أو فينيقية أو روما أو اليونان أي شيء مشابه، كما لا نجد ذلك في كتابات الألمان أو الهنود أو الصينيين. فإن هؤلاء جميعاً لا يعطون سلسلة نسب الملك قبل أن يتولى المملكة، ولا يذكرون أن جدوده كانوا رعاة أو من أهل البادية الرحَّل. وقد ذكر الأشوريون أن حكامهم الأولين، الذين لـم يوردوا أية تفصيلات عن أعمالهم أو عن حياتهم، كانوا من سكان الخيام، ولكنهم أغفلوا ذكر : مِن أين جاءوا ! (10).
3 - فريد في شخصياته. قال أحدهم عن الكتاب: "ليس الكتاب المقدس كتاباً يقْدِر إنسان أن يكتبه لو شاء، أو يريد أن يكتبه لو أنه قدر". ذلك أن الكتاب يَذكر خطايا أبطاله وعيوبهم. إقرأ سيَر حياة إنسان اليوم، وانظر كيف يحاول الكاتب تغطية عيوب البطل، متغافلاً عن النواحي الضعيفة فيه. إنهم يصوّرون الناس كالقديسين. ولكن الكتاب المقدس لا يفعـل ذلـك. إنـه ببســاطة