8 - وكُتب بثلاث لغات :
العربية وهي لغة العهد القديم، وتُدعى في 2 ملوك 26:18-28 اللسان "اليهودي" وتدعى في إشعيا 18:19 "لغة كنعان".
والآرامية، وقد كانت هي اللغة الشائعة في الشرق الأوسط إلى أن جاء الاسكندر الأكبر (من القرن السادس إلى القرن الرابع ق.م.). (2)
أما اليونانية، لغة العهد الجديد، فكانت اللغة الدولية في زمن المسيح.
9 - أما موضوعاته فقد حوَتْ مئات المسائل الجدلية، التي تثير الخلافات الفكرية، وتستحق المناقشة .. غير أن كل كُتَّاب الكتاب المقدس تحدثوا عن كل هذه المسائل باتفاق كامل، وبترابط شديد، من التكوين للرؤيا، إذ شرحوا "فداء اللّه للإنسان". وقد قال أحد المؤلفين: "الفردوس المفقود في التكوين يصبح الفردوس المردود في سفر الرؤيا. ويُغلق باب طريق شجرة الحياة في التكوين، ولكن يُفتح للأبد في الرؤيا" (3). ويقول كاتب آخر: "أي جزء في الجسم الإنساني لا يمكن فهمه إلا في نور ارتباطه بالأجزاء الأخرى، وهكذا لا يمكن فهم جزء من الكتاب المقدس إلا في نور ارتباطه ببقية الأجزاء". ثم يمضي الكاتب نفسه ليقول: "يبدو الكتاب المقدس للوهلة الأولى أنه مجموعة كتابات أدبية يهودية، ولكن لو فكرنا في الظروف التي كُتبت فيها تلك الكتابات لوجدنا أنها كُتبت على مدى 1400 سنة أو نحوها، من بلاد مختلفة امتدَّت رقعتها من إيطاليا في الغرب إلى العراق وربما إيران في الشرق".
وكان الكُتَّاب من جنسيات مختلفة، تفصلهم عن بعضهم مئات الأميال ومئات السنوات، كما كانوا من مختلف مسالك الحياة. كان منهم الملوك والرعاة والجنود والمشرّعون والصيادون ورجال دولة وكهنة وأنبياء وصانعو خيام وأطباء ... وغيرهم ممن لا نملك عنهم معلومات كافية. أما الكتابات فهي من مختلف أنواع الأدب، فهناك التاريخ والقانون (المدني والجنائي والأخلاقي والديني والصحي) والشعر الديني والمقالات القصيرة والأمثال والكتابات الرمزية وتواريخ الحياة والمراسلات والمذكرات الشخصية، والكتابات النبوية. ومن هذا كله نرى أن الكتاب المقدس ليس مجموعة زهور، لأن وحدة واحدة تربطه معاً. إن مجموعة الزهور تحتاج إلى من ينسِّقها، لكن الكتاب المقدس لـم ينسّقه أحد سوى روح اللّه القدوس.