وعندما حصل الإسكندر على السفن? وتقدَّم بناء الطريق في البحر? عرف أن انتصاره على صور أكيد. وقد كان!
ولا تزال الطريق التي صنعها الإسكندر موجودة? تربط الجزيرة بالأرض. وبعد حصار دام سبعة شهور سقطت صور? وقتل ثمانية آلاف من سكانها وبيع ثلاثون ألفاً في سوق العبيد ـ 44 ـ . وكان الإسكندر قد تكلف الكثير في غزو صور? وملأه الحقد على أهلها? فتصرف بكل قسوة لينتقم منهم? فأخرب المدينة تماماً عام 332 ق.م: وقد قامت صور الجديدة من عثارها بعد ذلك? لكنها لم ترجع أبداً إلى مكانتها في العالم. والجزء الأكبر من موقع المدينة اليوم صخرة عارية يجفّف عليها الصّيادون شباكهم ـ 44 ـ - ـ وهكذا تحققت نبوة حزقيال 26: 5? 14 ـ .
ولم يتوقف تاريخ صور بعد الإسكندر? فقد بُنيت وهُدمت عدة مرات ولكنها أُخربت بعد 16 قرناً ولم تُبْنَ بعد ذلك أبداً!
3 - وبعد ذلك جاء أنتيجونس بعد أن انتصر على بابل? واستولى على المدن الفينيقية? ولكنه قُوبل بمقاومة شديدة من صور. وكانت قد مضت ثماني عشرة سنة على استيلاء الإسكندر عليها. وحاصر أنتيجونس صور 15 شهراً فسقطت وأخربها. ويرجع تاريخ أنتيجونس إلى سنة 314 ق.م.
4 - وجاءت كارثة أخرى على صور في عهد بطليموس فيلادلفوس ـ 285-247 ق.م ـ الذي بنى ميناء برنيس على البحر الأحمر? وربط مجرى النيل بخليج السويس? فتحّول مجرى التجارة إليه? بعد أن كان يمرّ بخليج العقبة إلى ميناء إيلات? ومنها إلى البتراء? ومن ثم إلى مواني البحر الأبيض المتوسط لتحمله سفن صور. وكانت هذه ضربة قاسية على تجارة صور? إذ خسرت تجارتها لتربحها الإسكندرية.