وقد تمت ترجمة كل نبوات العهد القديم إلى اللغة اليونانية حوالي عام 280 ق.م ـ الترجمة المعروفة بالسبعينية ـ . وعلى هذا فإن كل النبوات? بما فيها يوئيل وعوبديا? قد كتبت قبل هذا التاريخ.
ونود أن نورد بعض الحقائق عن نبّوة حزقيال? حيث أننا سنقتبس منها كثيراً في هذا الفصل. وتعود كتابة السفر إلى سنة 570 ق.م. ولنبدأ بإيراد ما قالته دائرة المعارف البريطانية عنه:
توجد أفكار متنوعة عن وحدة سفر حزقيال وتاريخ كتابته. ولكن السفر يوضح أن خدمة النبي امتدت من 592 إلى 570 ق م? ولكن واحداً من العلماء ـ جيمس سميث ـ يقول إنه تنبأ في القرن السابع ق م في أيام الملك منسى. وآخر ـ ميسيل ـ يقول أنه تنبأ بعد زمن نحميا حوالي عام 400 ق م لكن معظم العلماء يقبلون التاريخ الأول. وقد وجدت نسخ من السفر في مخطوطات البحر الميت بوادي قمران.
وتتضح الوحدة الأدبية للسفر من تكرار عبارة فيعرفون أني أنا الرب أكثر من خمسين مرة? وعبارة حي أنا يقول السيد الرب 13 مرة? وعبارة سبوتي 12 مرة? يسلكون في شرائعي 11 مرة.. ألخ ـ 39 ـ .
ولقد حدث هجوم شديد على صحة نبوة حزقيال التاريخية بسبب قوله إن الله كلّمه في السنة الخامسة من سبي يوياكين الملك . ولكن الحفريات الحديثة جاءت في صف هذا التأريخ. فقد وجدت ثلاث جرار مكتوب عليها ألياقيم وكيل يوياكين .. مما يدل على أن ألياقيم كان وكيلاً لممتلكات يوياكين أثناء وجود يوياكين في السبي? ومن الواضح أن الشعب كان يعتبر أن يوياكين هو ملك يهوذا? وأن صدقيا كان يملك كقائمقام يوياكين إبن أخيه. ومن هذا ترى أن كلمات حزقيال تأريخ سفره صحيحة ومناسبة للفكر اليهودي في وقته? الذي اعتبر يوياكين ملكاً? رغم أنه كان منفاه ـ 40 ـ . ونخلص من هذا أن قوله السنة الخامسة من سبي يوياكين الملك برهان على صحة السفر التاريخية? وليست ـ كما قال النقاد ـ هجوماً ضدها.
ويرى دارسو الأدب القديم أن سفر حزقيال وحدة أدبية? تتضح من وحدة أسلوب كاتبه? ووحدة خطه الفكري? فإن الكاتب يكتب بضمير المتكلم? وهو يعطي زمن كثير من نبواته ومكان حدوثها? مما يبرهن أن السفر كله من نتاج قلم كاتب واحد. وهذا يجعلنا نقول أن حزقيال هو الكاتب ـ 41 ـ .