2 - نماذج من حفريات تبرهن صحة العهد الجديد:
ـ ا ـ مكانة لوقا كمؤرخ لا يرقى إليها الشك. ويقول أنجز إن علم الآثار القديمة أثبت صحة قصة الأناجيل وعلى الأخص إنجيل لوقا. ويقول: هناك اتفاق عام اليوم على أن سفر الأعمال من قلم لوقا وأنه يرجع للقرن الأول م? وأنه بقلم مؤرخ صادق دقيق في مراجعِهِ ـ 24 ـ .
يعتبر السير وليم رمزي أحد عظماء رجال الآثار قاطبة? وقد تتلمذ على المدرسة التاريخية الألمانية في منتصف القرن التاسع عشر. ولذلك فقد اعتقد أن سفر الأعمال كتب في منتصف القرن الثاني م. وقد مضى يبحث عن أدلة على هذه الفكرة? ولكن بحوثه جعلته ينقض هذه الفكرة تماماً? فكتب يقول: لقد بدأت بحثي بدون تحيز أو إتجاه للفكرة التي انتهيت إليها.بل بالعكس: لقد بدأت وأنا ضد الفكرة? لأن المدرسة الألمانية التي انتميت إليها كانت ضدها. ولم يكن في نيتي مطلقاً أن أفحص هذا الموضوع. ولكن بعد بحث دقيق وجدت أن سفر الأعمال مرجع عظيم المعالم الجغرافية والتاريخية للمجتمع في آسيا الصغرى? ولقد وجدت أن المعلومات الواردة فيه صحيحة بصورة مذهلة.. ومع أنني - في الحقيقة -بدأت بحثي وفكرتي الراسخة أنه كتب في القرن الثاني? ولا يمكن الإعتماد عليه فيما يختص بتاريخ القرن الأول? إلا أنني خرجت من أبحاثي بهذه النتيجة: وهي أنه أكيد استطاع أن يحل لي الكثير من الغموض والمشكلات .
ويظهر رمزي احتراماً كبيراً للوقا كمؤرخ? فيقول: لوقا مؤرخ من الدرجة الأولى? لا لأن عباراته صادقة تاريخياً فحسب? لكن لأنه يملك حاسة تاريخية حقيقية? فإنه يركز على الفكرة والخطة التي تحكم تطور التاريخ? ويزن أهمية كل حادثة يوردها. وهو يعالج كل الحوادث الهامة مظهراً طبيعتها الحقيقية باستفاضة? بينما يعالج بسرعة? أو يغفل تماماً? ما لا قيمة له بالنسبة لقصده. وباختصار يجب اعتبار هذا الكاتب ضمن عظماء المؤرخين ـ 34 ـ .
ولقد ظن البعض أن لوقا أخطأ وهو يصّور الأحداث التي أحاطت بولادة المسيح ـ لوقا 2: 1-3 ـ قائلين إنه لم يحدث اكتتاب ـ تعداد ـ وإن كيرينيوس لم يكن والياً على سورية في ذلك الوقت? وإنه لم يكن هناك داعٍ لأن يذهب كل واحد إلى مدينته.
ولكننا اليوم نعلم? بدون أي شك? أن الرومان كانوا بانتظام يعملون إحصاء لدافعي الضرائب? كما كانوا يعملون تعداداً عاماً كل 14 سنة. وقد بدأ هذا النظام في عهد الإمبراطور أغسطس? وتم أول تعداد في عام 23-22 ق.م أو 9-8 ق.م وتكون إشارة لوقا للتعداد الأخير.