4 - ترجمات العهد القديم:
تشتّت اليهود في بلاد مختلفة? فاحتاجوا إلى ترجمة كتبهم المقدسة إلى اللغة السائدة في ذلك العصر? فجاءت الترجمة السبعينية من العبرية إلى اليونانية في أثناء حكم بطليموس فيلادلفوس بمصر ـ 285-264 ق.م ـ . وقد جاءت قصة الترجمة في خطاب كتب نحو عام 100 ق.م? من أرستياس الموظف في بلاط الملك بطليموس إلى أخيه فيلو كراتس قال فيه: اشتهر بطليموس بأنه حامي الآداب? وقد تأسست مكتبة الأسكندرية ـ إحدى روائع العالم الثقافية على مدى 900 سنة ـ في عهده. وقد أثار ديمتريوس أمين المكتبة حماس الملك لترجمة الشريعة اليهودية. فأرسل وفداً لأليعازر رئيس الكهنة في أورشليم? الذي اختار ستة من الشيوخ المترجمين من كل سبط من أسباط إسرائيل الأثني عشر وأرسلهم للإسكندرية? ومعهم نسخة معتمدة من التوراة مكتوبة على رقوق جميلة. وقد لقي العلماء المترجمون كل عناية ملكية وأقاموا في جزيرة فاروس? حيث كانت المنارة الشهيرة. وقد أكملوا ترجمة الأسفار الخمسة في 72 يوماً? بإتفاق كامل? بعد المناقشة والمقارنة ـ 3 ـ .
والترجمة السبعينية قريبة جداً من النسخة المازورية التي تعود لعام 916 م? مما يثبت بقاءها مضبوطة عبر الثلاثة عشر قرناً. كما أن الترجمة السبعينية والقراءات الكتابية الموجودة في الأسفار الأبوكريفية مثل يشوع بن سيراخ وسفر اليوبيل وغيرها تثبت جميعها أن النص العبري الذي بين أيدينا الآن هو نفسه الذي كان موجوداً في سنة 300 ق.م.