رابعاً - فريد في بقائه:
1 - بقي خلال الزمن. لقد كُتب على مواد قابلة للفناء ـ طالع بداية الفصل القادم ـ ? وكان يجب أن يُنقل بخط اليد على مدى المئات من السنين قبل اختراع المطابع? ولكن هذا لم ينقص من أسلوبه أو صحته أو بقائه. وتوجد اليوم مخطوطات قديمة من الكتاب المقدس تزيد عن المخطوطات الموجودة لعشرة كتب من الروائع القديمة مجتمعة معاً ـ طالع الفصل الرابع ـ . وقال أحد الكتَّاب: هناك ثمانية آلاف مخطوطة للفولجاتا اللاتينية? وعلى الأقل ألف مخطوطة من ترجمات أخرى. وهناك أربعة آلاف مخطوطة باليونانية و 13 ألف مخطوطة لأجزاء من العهد الجديد. فضلاً عن أجزاء بكاملها من العهد الجديد يمكن تجميعها من الاقتباسات المأخوذة عن كتابات المسيحيين الأولين ـ 7 ـ . ولو أننا نظرنا باستخفاف إلى هذا السيل من المخطوطات القديمة لتركنا الكتابات الكلاسيكية القديمة كلها تضيع هباء.
قال أحد الدارسين: حافظ اليهود على مخطوطات الكتاب كما لم يحدث مع أي مخطوطة أخرى. لقد حافظوا على شكل وعدد كل حرف ومقطع وكلمة وفقرة. وكانت عندهم طبقة خاصة من الناس متخصّصون في نسخ هذه المخطوطات بكل أمانة ودقة? هم جماعة الكتبة . فأي شخص أحصى حروف ومقاطع وكلمات كتابات أفلاطون أو أرسطو أو شيشرون أو سنيكا?. أما في العهد الجديد فعندنا 13 ألف مخطوطة كاملة أو ناقصة? باليونانية وبلغات أخرى. ولم يحدث لأي عمل قديم أن لقي هذا الاهتمام أو الحفظ ـ 8 ـ .