9 - أما موضوعاته فقد حوَتْ مئات المسائل الجدلية? التي تثير الخلافات الفكرية? وتستحق المناقشة.. غير أن كل كُتَّاب الكتاب المقدس تحدثوا عن كل هذه المسائل بإتفاق كامل? وبترابط شديد? من التكوين للرؤيا? إذ شرحوا فداء الله للإنسان . وقد قال أحد المؤلفين: الفردوس المفقود في التكوين يصبح الفردوس المردود في سفر الرؤيا. ويُغلق باب طريق شجرة الحياة في التكوين? ولكنه يُفتح للأبد في الرؤيا
ـ 3 ـ . ويقول كاتب آخر: أي جزء في الجسم الإنساني لا يمكن فهمه إلا في نور إرتباطه بالأجزاء الأخرى? وهكذا لا يمكن فهم جزء من الكتاب المقدس إلا في نور إرتباطه ببقية الأجزاء . ثم يمضي الكاتب نفسه ليقول: يبدو الكتاب المقدس للوهلة الأولى إنه مجموعة كتابات أدبية يهودية? ولكن لو فكرنا في الظروف التي كُتبت فيها تلك الكتابات لوجدنا إنها كُتبت على مدى 1400 سنة أو نحوها? من بلاد مختلفة امتدت رقعتها من إيطاليا في الغرب إلى العراق وربما إيران في الشرق.
وكان الكُتّاب من جنسيات مختلفة? تفصلهم عن بعضهم مئات الأميال ومئات السنوات? كما كانوا من مختلف مسالك الحياة. كان منهم الملوك والرعاة والجنود والمشرعّون والصيادون ورجال دولة وكهنة وأنبياء وصانعو خيام وأطباء... وغيرهم ممن لا نملك عنهم معلومات كافية. أما الكتابات فهي من مختلف أنواع الأدب? فهناك التاريخ والقانون ـ المدني والجنائي والأخلاقي والديني والصحي ـ والشعر الديني والمقالات القصيرة والأمثال والكتابات الرمزية وتواريخ الحياة والمراسلات والمذكرات الشخصية? والكتابات النبوية. ومن هذا كله نرى أن الكتاب المقدس ليس مجموعة زهور? لأن وحدة واحدة تربطه معاً. إن مجموعة الزهور تحتاج إلى مَن ينسّقها لكن الكتاب المقدس لم ينسقه أحد سوى روح الله القدوس.