طبيعة الشياطين :
أما طبيعة الشيطان فإنها روحيّة. فقد كان أحد تلك القوات الملائكيّة، وهو لم يكن شريراً بطبيعته، بل كان صالحاً ومخلوقاً على الصلاح، ولم يضع الخالق في تكوينه أثراً للشّر البتة، لكنه لم يحمل الإنارة ولا الكرامة اللتين خصّه الخالق بهما.فحاد بمطلق حريته عّما هو من طبيعته إلى ما هو خارج عن طبيعته، فانتصب اتجاه الله صانعه مريداً أن يقاومه، فأصبح أول منتقل من الخير إلى الشّر. والشّر ما هو إلا فقدان الخير. كما أن الظلام هو أيضا فقدان النور. وعلى هذا النحو فالخير نور عقلاني والشّر ظلام عقلاني. وعليه فإن الله خلقه نوراً وكوّنه صالحاً (تك1: 31). وقد أصبح الشيطان ظلاماً بمطلق إرادته الحرّة، وأنجر إليه وتبعه وسقط معه عدد لا يحصى من الملائكة الخاضعين له.